حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم أَبُو سُلَيْمَان الْمَذْكُور وَأَبُو الرضي بسام بن أَحْمد المالقي وَأَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد القمارشي وَكتب إِلَى أَبُو زيد هَذَا وَسمعت ذَلِك من بعض أَصْحَابنَا عَنهُ أَنه لما حَضرته الْوَفَاة تَوَضَّأ قبل ذَلِك معدا وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ سلمُوا عني عَليّ من عرفني وعَلى من لم يعرفنِي ثمَّ جعل يَتْلُو {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حولا} ويرددها حَتَّى ضعف فَكُنَّا لَا نفهمه لضَعْفه وَكُنَّا نرى لشفتيه حَرَكَة بهما حَتَّى قضي نحبه وَتُوفِّي رَحمَه الله لَيْلَة السبت مستهل جُمَادَى الأولى سنة أَربع وسِتمِائَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة أَو نَحْوهَا وَدفن بمقبرة النخيل من إشبيلية فِي رَوْضَة أبي مُحَمَّد الشنتريني وَصلى عَلَيْهِ ابْن خَاله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الصميل على شَفير قَبره فِي يَوْم شات رِيحه عاصف ومطره جود وعَلى ذَلِك غصت الشوارع بِالنَّاسِ وَضَاقَتْ الطّرق عَنْهُم تبركا بِشُهُود جنَازَته رَحمَه الله
٤٦٦ - مُوسَى بن عِيسَى بن أبي خَليفَة اللَّخْميّ من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن الفخار ويكنى أَبَا عمرَان أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي إِسْحَاق بن طَلْحَة وَأبي الْقَاسِم الشراط وَسمع من أبي القَاسِم بْن بشكوال وَأبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي عبد الله بن عراق وَغَيرهم وَصَحب الْعباد والزهاد وأقرأ الْقُرْآن وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويضبطها فيجيد ذَلِك ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ توفّي إِثْر صَلَاة يَوْم الْجُمُعَة عَاشر رَجَب من سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة ودُفِن بمقبرة أم سَلمَة
٤٦٧ - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن خلصة الكتاني من أهل إشبيلية يكنى أَبَا عمرَان سمع من صهره أبي الْحسن نجبة بن يحيى وَكَانَ مقلا من الرِّوَايَة غلب عَلَيْهِ الزّهْد فَعرف بِهِ حدث عَنْه بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ تُوُفّي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة ومولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
٤٦٨ - مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن السخان ويكنى أَبَا عمرَان روى عَن أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي زيد السُّهيْلي وَأبي الْقَاسِم بْن