معجز قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن سُفْيَان قَالَ لنا مَا حفظت شَيْئا فَنسيته وَأكْثر مَا كَانَ يمِيل إِلَيْهِ السّنَن والْآثَار وعلوم الْقُرْآن مَعَ حفظ من علم الْعبارَة وقرض الشّعْر إِلَى الزّهْد والتواضع والورع ورفض الدُّنْيَا وَقَالَ ابْن عياد كَانَ فَقِيها عَالما حَافِظًا متفننا وَاسع الْمعرفَة حافل الْأَدَب شَاعِرًا غَايَة فِي الْحِفْظ والذكاء مَوْصُوفا بهما حسن الْعشْرَة متسرعا إِلَى قَضَاء حوائج النَّاس سندا لَهُم فِيهَا يظل يَوْمه ساعيا فِي مآربهم ومتهمما بأمورهم مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الزّهْد والانقباض والتصاون وبذاذة الْهَيْئَة والتواضع ولين الْجَانِب وَهُوَ من بَيت علم وَفقه وَخير قَالَ ابْن عياد وأحفظ من رَأَيْته أَرْبَعَة وهم أَبُو مُحَمَّد القلني وَأَبُو الْوَلِيد بن خيرة الْقُرْطُبِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن الدّباغ الأندي وَأَبُو مُحَمَّد عليم بن عبد الْعَزِيز الشاطبي وأزهد من رَأَيْته أَرْبَعَة وهم أَبُو مُحَمَّد طَارق بن يعِيش وَأَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو بكر بن رزق وَأَبُو مُحَمَّد عليم رحم الله جَمِيعهم مولده بشاطبة فِي آخر سنة سبع وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي ببلنسية فِي عشي يَوْم السبت الْخَامِس وَالْعِشْرين لذِي الْقعدَة وَقيل فِي أول ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَحمل إِلَى شاطبة فَدفن بهَا من الْغَد وَقد قَارب السِّتين وَقَالَ ابنُ سُفْيَان تُوُفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
١٢٨ - عَاشر بن مُحَمَّد بن عَاشر بْن خَلَف بْن مُرَجَّى بْن حكم الْأنْصَارِيّ من أهل يناشته وَسكن شاطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد روى عَن أَبِيه وَسمع بشرق الأندلس من أبي عَليّ بن سكرة وَأبي جَعْفَر بن جحدر وَأبي عَامر بن حبيب عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي الْحسن بن وَاجِب وَأبي بَحر الْأَسدي وَأبي عبد الله الموروري وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وتفقه بِأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر ورحل إِلَى قرطبة فَأخذ الْقرَاءَات