بهَا عَن أبي الْعَبَّاس بن ذرْوَة المقرىء وَأخذ بَعْضهَا عَن أبي الْقَاسِم بن النخاس وَسمع الحَدِيث من أَبِي مُحَمَّد بْن عتاب وَصَحب أَبَا الْحُسَيْن بن سراج وَأَبا عبد الله بن حمدين وَأَبا الْحسن بن مغيث، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله الْخَولَانِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن رشد وَكتب إِلَيْهِ من مَكَّة أَبُو الْحسن بن رزين بن مُعَاوِيَة وَمن الْإسْكَنْدَريَّة أَبُو الْحجَّاج بن نَادِر وَلَقي الأكابر من كل طبقَة وعني بِعلم الرَّأْي وَشهر بِالْحِفْظِ والفهم والإتقان وَقدمه أَبُو مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن سمجون لقَضَاء باغُه أَيَّام قَضَائِهِ بغرناطة ثمَّ انْتقل بانتقاله إِلَى إشبيلية فقدمه فِي بعض الْبِلَاد الغربية ولازمه مُدَّة وَصدر إِلَى شَرق الأندلس فحظي عِنْد أبي زَكَرِيَّاء بن غانية وَقدمه إِلَى خطة الشورى ببلسنة ونال بهَا الرياسة فِي هَذَا الشَّأْن ثمَّ ولي قَضَاء مرسية وأقاليهما فنال دنيا عريضة وحمدت سيرته وجزالته ونباهته وَاسْتمرّ لَهُ ذَلِك إِلَى انْقِرَاض الدولة اللمتونية فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة فصرف صرفا جميلا وَنزل شاطبة فدرس الْفِقْه وأسمع الحَدِيث وَهُوَ كَانَ رَأس الْمُفْتِينَ والمشاورين وَإِلَيْهِ ترد صعاب الْمسَائِل ومشكلاتها وَعَلِيهِ كَانَ مدَار المناظرة فِي زَمَانه والمذاكرة لغزارة حفظه وَقُوَّة مَعْرفَته مَعَ التفنن فِي الْعُلُوم وَكَثْرَة الْإِيرَاد للْأَخْبَار والنوادر روى لنا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بْن وَاجِب وَأَبُو عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَابْن أَخِيه وَأَبُو مُحَمَّد بن غلبون وَأَبُو عبد الله الاندريشي وَغَيرهم وَمن تواليفه الْجَامِع الْبَسِيط وبغية الطَّالِب النشيط قَالَ أَبُو بكر مفوز بن طَاهِر دلّ بِهِ على مَكَانَهُ من الْعلم لِأَنَّهُ أورد الْأَقَاوِيل وَحشر الرِّوَايَات وَرجح وَاحْتج وانتهي مِنْهُ إِلَى بعض كتاب الشَّهَادَات وَتُوفِّي قبل إِتْمَامه بشاطبة لِلنِّصْفِ من شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بعد أَن كف بَصَره وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ مولده بحصن يناشته سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَفِيه كثير عَن غَيرهمَا
١٢٩ - عِصَام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن يحيى الْحِمْيَرِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد وَأَبا بكر أَخذ عَن أَبِيه الْقرَاءَات والعربية والآداب واللغة وَسمع مِنْهُ الحَدِيث والأثر وَعَلِيهِ عول فِي درايته وَعنهُ جلّ رِوَايَته وَقد أجَاز لَهُ أَبُو الْقَاسِم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute