للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاعدة الخامسة

أسماء الله تعالى توقيفية (١) لا مجال للعقل فيها (٢)

وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص لأن العقل لا يمكنه إدراك (٣) ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: {ولا تقف (٤) ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} [الإسراء: ٣٦]


(١) توقيفي: هو تفعيل من الوقف والياء للنسبة والوقف في اللغة: مادة تدل على الحبس والمنع ومنه التوقيف هنا إذ المراد به الوقوف على نص الشارع فلا يجوز الكلام في هذا الباب بطريق القياس أو الاشتقاق اللغوي بل يكتفي بما وردت به نصوص الشرع لفظاً ومعنى فعلم بذلك أن التوقيف هو الاقتصار في الوصف والتسمية على ما وردت به الآيات القرآنية والآثار النبوية لفظاً ومعنى ا. هـ من قواعد البريكان.
(٢) القول بأن أسماء الله توقيفية هو الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وفي المسالة أقوال أخرى سنذكرها في الملحق.

وانظر في ذلك: تفسير الرازي (٨/١٨٠) ، وتفسير البحر المحيط لأبي حيان (٤/٤٢٧) وتفسير ابن عطية (٦/١٥٤)
(٣) الإدراك هو إحاطة الشيء بكماله قاله الجرجاني في التعريفات.
والإدراك هو المترتبة الثانية من مراتب وصول العلم إلى النفس إذ أنه يكون بتمامه أما المرتبة الأولى فهي الشعور وهو وصول المعنى إلى النفس لا بتمامه.
انظر في ذلك الكليات لأبي البقاء الكفوي ص ٦٦، ومذكرة المنطق للشنقيطي والتوقيف للمناوي ص ٣٣٦.
(٤) أي لا تتبع من قفاه يقفوه إذا تتبع أثره وهو مشتق من اسم القفا وهو ما وراء العنق.
ومعنى الآية: لا تتبع ما لا علم لك به من قول أو فعل فلا تقل رأيت ولم تره، ولا تقل: سمعت ولم تسمع، ولا تقل: علمت ولم تعلم.
وروى البيهقي في شعب الإيمان (٦/١٠٩) وأبو نعيم في الحلية (٨/١٨٩) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من قال في مؤمن ما لا يعلم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال) ، قال أبو نعيم، حديث غريب تفرد به إسماعيل عن سهل ا. هـ

<<  <   >  >>