للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثال ثالث:: " الرحمن " اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم: " لله أرحم بعباده من هذه بولدها " (١)

يعني: أم صبي وجدته في السبي (٢)

فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته ومتضمن أيضاً للرحمة الواسعة التي قال الله عنها: (ورحمتي وسعت كل شيء) [الأعراف: ١٥٦] وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً) [غافر: ٧]

[أسماء الله المقترنة]

والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده (٣)


(١) الحديث رواه البخاري برقم (٥٩٩٩) وهو في المجلد (١٠/٤٤٠) المطبوع مع الفتح، ورواه مسلم في كتاب الرقائق من نسخة المفهم للقرطبي (٧/٨٤) ونص الحديث عن عمر بن الخطاب قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ " قلنا: لا والله! وهي تقدر على ألا تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أرحم بعباده من هذه بولدها "
وقال القاضي عياض: كذا في جميع نسخ مسلم ولرواته فيه وهم وفي كتاب البخاري: تسعى مكان تبتغي وهو وجه الكلام وصوابه.
قلت: ولا خفاء بحسن رواية تسعى ووضوحها لكن لرواية (تبتغي) وجه واضح فلا يغلط الرواة كلهم، وذلك أن تبتغي معناه: تطلب ولدها وحذف مفعوله للعلم به ا. هـ من المفهم للقرطبي.
(٢) السبي هو أسر الصبيان والنساء

انظر تحرير التنبيه للنووي ص ٣٤٠، والدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي لابن عبد الهادي (٣/٧٤٢)
(٣) وذلك كالأمثلة التي ذكرها المؤلف إلا أن هناك أسماء لا يكون الحسن بانفراده بل بجمعه إلى غيره وهي الأسماء المزدوجة وتعريفها: هي كل اسمين اقترن أحدهما بالآخر ولولا هذا الاقتران لما دل على الكمال فكانا كالصفة الواحدة في الدلالة على المعنى الممدوح ومن أمثلتها النافع الضار، والمعطي المانع وسيأتي الكلام عليه في القاعدة التاسعة.
وهناك أسماء يكون باعتبار جمعه كمال فوق كمال كما سيذكر المؤلف
وحاصل ذلك أن هناك قسمين من الأسماء الحسنى وهي: =
=
أسماء يكون الحسن باعتبار انفراده وباعتبار جمعه يزيد كمالاً فوق كمال
١ - أسماء لا يكون الحسن إلا باعتبار جمعه وسيأتي تفصيله في القاعدة التاسعة من قواعد الأسماء ٠

<<  <   >  >>