للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك تشبيه المخلوق بالخالق في الاسم أو الصفة، وأسلوب الكلام، وما احتف به من القرائن يدل على الفرق بين ما لله من الكمال في أسمائه وصفاته وما للمخلوقات مما يخصهم من ذلك على وجه محدود يليق بهم أ. هـ

وبهذا يتبين لنا أن حكم تسمية الخلق بأسماء الخالق فيه تفصيل عند اللجنة الدائمة للإفتاء:

١ - أن هناك أسماء خاصة لله عز وجل لا يجوز أن يسمى غير الله به مثل: الله - لرحمن - الخالق - البارئ - القيوم، وضابط هذا النوع هو ما كان مسماه معيناً لا يقبل الشركة، أو ما كان في معنى عدم قبول الشركة كالخالق ونحوه.

٢ - أنه إذا قصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا يجوز أن يسمى العبد سواء كان محل بألـ أو غير محلى.

٣ - أنه إذا لم يكن واحداً مما سبق فإنه يجوز أن يسمى به العبد ولو كان محلى بأل لأنه معنى كلي تتفاوت فيه أفراده كالملك والعزيز والجبار هذا ما كتبه المعاصرون في هذه المسألة أما الفقهاء السابقون من أصحاب المذاهب فإنهم قد تكلموا عن المسألة في كتاب الأيمان من كتب الفقه.

ونظراً لكثرة الأقوال فيها فإنني سأقتصر على ذكر مذهب الحنابلة وسأشير إلى مراجع بقية المذاهب لمن أراد الاستزادة.

ومذهب الحنابلة فيه تفصيل:

١ - هناك أسماء لا يسمى بها غير الله مثل: الله والقديم (١) الأزلي.


(١) اسم القديم لله ذكره الحنابلة وغيرهم ومن المعاصرين مال إليه الشيخ سليم الهلالى في كتابه دراسات منهجية في العقيدة السلفية ص ٢٢ حيث قال: وقد ادعى بعض العلماء أن المتكلمين أدخلوا القديم في أسماء الله وهي لم ترد في الكتاب والسنة ثم نقل عن شارح الطحاوية ذلك ثم قال: أن القديم ورد وكصفة للرحمن كما في حديث (وبسلطانه القديم) صححه الألباني ا. هـ.
وقد أنكر شيخ الإسلام هذه التسمية في منهاج السنة النبوية (٢/١٢٣) وابن القيم في بدائع الفوائد (١/١٦٢) .
واضطرب كلام السفاريني في اللوامع فاثبته اسما لله في (١/٣٨) ، وفي ص ٤٠ وفي ص١٢٥ نقل عن ابن القيم ما يؤيد أنه ليس باسم وسكت عليه.
وانظر الحجة في بيان المحجة لقوام السنة (١/٩٣) .

<<  <   >  >>