للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قواعد في للأسماء الحسنى إضافة على ما ذكره المؤلف

القاعدة الثامنة:

الأسماء المشتقة من صفة واحدة لا تعد كلها اسماً واحداً، بل كل صيغة من صيغ الاسم يعد اسماً مستقلاً، فصفة (القدرة) ، اشتق منها عدة أسماء مثل (القادر) (القدير) (المقتدر)

وصفة (العلو) اشتق منها أسماء مثل (العلي) ، (الأعلى) ، (المتعال) وكذلك صفة (الكرم) اشتق منه أسماء مثل (الكريم) ، (الأكرم) ... ..الخ

فالقادر اسم، والقدير اسم، والمقتدر اسم، مع أنها كلها مشتقة من صفة واحدة، لأن بعضها يزيد بخصوصية عن الآخر، وقد وقع الاتفاق على أن اسمي (الرحمن) ، و (الرحيم) اسمان، مع كونهما مشتقين من صفة واحدة، فتغير مباني وألفاظ الأسماء يغير المعنى، وإذا تغير المعنى صار اسماً مستقلاً بذاته.

انظر أسماء الله للغصن ص ١٣٤، ومنهج ابن حجر في العقيدة (١/٥٢٦)

القاعدة

الأسماء المقترنة، التي لا يصح فيها إطلاق اسم منها دون الآخر، مثل اسمي (القابض، الباسط) ، واسمي (المقدم، المؤخر) ، فهذه الأسماء تعد اسمين، لأن كل اسم منها يحمل معنى غير الآخر، لكنها تكون كالاسم الواحد في المعنى، فلا يصح إفراد اسم عن الآخر في الذكر، لأن الاسمين إذا ذكرا معاً دل على عموم قدرته وتدبيره، وأنه لا رب غيره، وإذا ذكر أحدهما لم يكن فيه هذا المدح، والله له الأسماء الحسنى، ليس له مثل السوء قط.

فلو قلت يا ضار، يا نافع يا مميت وأخبرت بذلك لم تكن مثنياً عليه ولا حامداً له حتى تذكر مقابلها وإلى هذا أشار ابن القيم في النونية:

هذا ومن أسمائه ما ليس يفرد ... بل يقال إذا أتى بقران

وهي التى تدعى بمزدوجاتها ... إفرادها خطر على الإنسان

إذ ذاك موهم نوع نقص جل رب ... العرش عن عيب وعن نقصان

كالمانع المعطي وكالضار الذى ... هو نافع وكماله الأمران

ونظير هذا القابض المقرون باسم ... الباسط اللفظان مقترنان

وكذا المعز مع المذل وخافض ... مع رافع لفظان مزدوجان

وحديث إفراد اسم منتقم فموقوفك ... ما قد قال ذو العرفان

ما جاء في القرآن غير مقيد ... بالمجرمين وجا بذو نوعان

وانظر تعليق ابن الوزير في إيثار الحق ص ١٧٤

<<  <   >  >>