للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: " والعرش فوق الماء والله فوق العرش " (١)

وقوله: " ولا يصعد إلى الله إلا الطيب " (٢) ومثل إشارته إلى السماء يوم عرفة يقول: " اللهم اشهد " (٣) يعني على الصحابة حين أقروا أنه بلغ.

ومثل إقراره الجارية حين سألها: أين الله؟ قالت: في السماء: قال: " اعتقها فإنها مؤمنة " (٤) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.

**وأما الإجماع: فقد نقل إجماع السلف على علو الله تعالى غير واحد من أهل العلم.

**وأما دلالة العقل: على علو الله تعالى فلأن العلو صفة كمال والسفول صفة نقص والله تعالى موصوف بالكمال منزه عن النقص.

** وأما دلالة الفطرة: على علو الله تعالى فإنه ما من داع يدعو ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بالاتجاه إلى العلو من غير دراسة كتاب ولا تعليم معلم.

وهذا العلو الثابت لله تعالى بهذه الأدلة القطعية لا يناقض حقيقة المعية وذلك من وجوه:

الأول: أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض ولو كانا متناقضين لم يجمع القرآن بينهما.


(١) رواه الطبراني في الكبير (٩/٢٠٢) وقال في المجمع (١/٩١) رجاله رجال الصحيح ا. هـ.

ورواه أيضاً البيهقي في الأسماء والصفات ص٥٠٧ والدرامي في رده على المريسى ص٩٠، واللالكائي (٣/٣٩٥) ، وأبو الشيخ في العظمة ص١٠٧، وابن عبد البر في التمهيد (٧/١٣٩) ، وابن خزيمة في التوحيد (١/٢٤٣) ، وابن قدامة في العلو ص١٥٢، والذهبي في مختصر العلو ص١٠٣ وقال الألباني: إسناده صحيح ا. هـ
(٢) هو جزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا طيباً ... . "الحديث وقد تقدم.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) تقدم تخريجه.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <   >  >>