للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن من ترك الصلاة

متعمدا فقد برئت منه ذمة الله" الحديث رواه الطبراني في "الأوسط" ولا بأس بإسناده في المتابعات (١).

١٨ - وعنه رضي الله عنه، قال: "أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات، قال: لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت، ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس وإن أصاب الناس موت فاثبت، وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله" رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" وإسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فإن عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ (٢).

١٩ - وعن بريدة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر" رواه ابن حبان في "صحيحه" (٣).

٢٠ - وعن أميمة رضي الله عنها مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: "كنت أصب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضوءه، فدخل رجل، فقال: أوصني؟ فقال: لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار، ولا تعص والديك وإن أمراك أن تتخلى من أهلك ودنياك فتخله، ولا تشربن خمرا فإنها مفتاح كل شر، ولا تتركن صلاة متعمدا فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله … الحديث" رواه الطبراني، وفي إسناده يزيد بن سنان الرهاوي (٤).

٢١ - وعن زياد بن نعيم الحضرمي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أربع فرضهن الله في الإسلام، فمن أتى بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا: الصلاة، والزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت" رواه أحمد وهو مرسل (٥).


(١) حسن - تقدّم تخريجه انظر الحاشية رقم (٢٣).
(٢) حسن - تقدّم تخريجه انظر الحاشية رقم (٢٣).
(٣) ضعيف - أخرجه ابن حبان (١٤٦٣) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، حدثنا محمد بن حمير، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة،
عن عمه، عن بريدة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: فذكره.
عم أبي قلابة: هو أبو المهلب الجرمي، وإسناده ضعيف، إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: صدوق يهم كثيرا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب كما في "التقريب".
والحديث محفوظ عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي مليح، عن بريدة، وبلفظ أن أبا المليح قال:
"كنا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم، فقال: بكروا بصلاة العصر، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله".
وانظر تخريجه في "أحاديث الأحكام رواية ودراية" (٨١).
(٤) حسن - أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٤٤٧)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٩١٢)، والطبراني ٢٤/ (٤٧٩)، والحاكم ٤/ ٤١، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٧٥١٨) تاما ومختصرا من طريق يزيد بن سنان، عن سليم بن عامر أبي يحيى، عن جبير بن نفير، عن أميمة مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: فذكره مطولا.
وقال الذهبي:
"سنده واه".
قلت: يزيد بن سنان الرهاوي: ضعيف، ولأكثر فقراته شواهد انظر الحاشية رقم (٢٣).
(٥) ضعيف - أخرجه أحمد ٤/ ٢٠٠ - ٢٠١، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" ١/ ٢٣٦ - السفر الثاني، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (٨٩٤)، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٢/ ١٢٢ عن قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن المغيرة بن أبي بردة، عن زياد بن نعيم الحضرمي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره.
وقال أبو القاسم:
"ولا أدري زياد بن نعيم الحضرمي هذا هو الذي روى عنه الإفريقي حديث زياد أم لا؟ فإن كان هو ذاك فلا أعرف له صحبة".
قلت: هو مرسل كما قال المنذري، وإسناده ضعيف، ابن لهيعة سيء الحفظ، قال الحافظ في "الإصابة" ٣/ ٢٠:
"تفرد به ابن لهيعة، وزياد بن نعيم الذي روى عنه الإفريقي تابعي باتفاق".
وقال في "إتحاف المهرة" ٤/ ٥٦٨، و"أطراف المسند" ٢/ ٣٦٥:
"ووقع في بعض النسخ عن زياد بن نعيم، عن عمارة بن حزم به".
أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥٢٢١) من طريق أسد بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن محمد، عن زياد بن نعيم، عن عمارة بن حزم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فذكره.
فجعله عن يزيد بن محمد بدلا عن يزيد بن أبي حبيب، وأسقط من إسناده اثنين: المغيرة بن أبي بردة، وأبا مرزوق التجيبي، وزاد فيه عمارة بن حزم، وقال أبو نعيم:
"رواه سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، فقال: عن يزيد بن أبي حبيب".
قلت: وهذا سببه سوء حفظ ابن لهيعة، والله أعلم.

<<  <   >  >>