للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عاشور -رحمه الله-: "والباقيات الصالحات صفتان لمحذوف معلوم من المقام أي الأعمال الباقي بنعيمها وخيرها، والصالحات لأصحابها هي خير عند الله من نعمة النجاة من العذاب .. " (١).

قال ابن كثير: "خير عند ربك ثواباً: أي جزاء".

"وخير مردًاً: أي عاقبه ومردًاً على صاحبها" (٢).

[ب- اللطائف]

قال القاسمي: "تكرير الخبر لمزيد الاعتناء ببيانه" (٣).

[الفرع الثالث: في اختلاف المفسرين في الباقيات الصالحات]

اختلف أهل التأويل في تفسير الباقيات الصالحات على أربعة مذاهب: ـ

المذهب الأول: أنها الكلمات المباركات "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ".

وقد روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق جماعة من الصحابة كأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعثمان بن عفان، وابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين. وروي عن جماعة من التابعين كسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن المسيب، واليه ذهب عكرمة، ومجاهد، والحسن، وقتادة من أئمة التفسير.

وهو مذهب الجماهير من علماء التفسير (٤).

وقد استدل أصحاب هذا القول بالأحاديث النبوية الشريفة التي أوردناها في المطلب الأول.

المذهب الثاني: أنها الصلوات الخمس.

روي هذا المذهب عن ابن عباس في رواية، وعمر وبن شرحبيل، وأبو ميسرة وسعيد من جبير في رواية عنه، ومسروق وإبراهيم (٥).


(١) تفسير القرآن العظيم (٥/ ٢٨٥).
(٢) التحرير والتنوير (١٦/ ١٥٨).
(٣) محاسن التاويل (٧/ ٤٢).
(٤) تفسير البغوي (٣/ ١٩٤، ١٩٥)، تفسير الطبري (١٨/ ٣٢، ٣٣) ابن كثير (٥/ ١٦١) تفسير القرطبي (١٠/ ٤١٤)، المحرر الوجيز (٣/ ٤٤٦) أضواء البيان (٣/ ٢٨١)
(٥) تفسير ابن كثير (٥/ ١٦١)، والبغوي (٣/ ١٩٤، ١٩٥)، والطبري (١٨/ ٣٢، ٣٣)، القرطبي (١٠/ ٤١٤١).

<<  <   >  >>