للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: في مكانة الباقيات الصالحات]

ولِعظم مكانة الباقيات الصالحات، فقد ورد في السنة النبوية المطهرة ما يدل على هذه المنزلة العظيمة والمرتبة العالية من خلال الآتي:

[١ - جعلها النبي صلى الله عليه وسلم تجزيء عن القرآن الكريم في حق من لا يحسنه.]

لحديث عبد الله بن أبي أوفى قال: قال أعرابي: يا رسول الله إني قد عالجت القرآن فلم أستطعه، فعلمني شيئاً يُجزئ من القرآن، قال: قل: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، فقالها، وأمسكها بإصبعه، فقال: يا رسول الله هذا لربي فما لي؟ قال: تقول: اللهم اغفري لي وارحمني وعافني وارزقني، وأحسبه قال: واهدني، ومضى الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذهب الأعرابي وقد ملأ يديه خيراً" (١).

وزاد البيهقي ولا حول ولا قوة إلا بالله (٢).

[٢ - أنها تقوم مقام أمهات العبادات العظام كالجهاد في سبيل الله والإنفاق وقيام الليل -ما كان منها تطوعاً-.]

لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يُحب، ولا يؤتي الإيمان إلا من أحب، فإذا أحب الله عبداً أعطاه الإيمان، فمن ضَنَّ بالمال أن ينفقه وهاب العدو أن يجاهده، والليل أن يكابده، فليكثر من قول لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله" (٣).

[٣ - أن مقامها حول العرش تذكر بصاحبها]

ففي حيث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما تذكرون من جلال الله، التسبيح والتهليل، والتحميد، ينعطفن حول العرش، له، دوي كدوي النحل، تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له- أولا يزال له- من يذكر به" (٤).


(١) أخرجه أبو داود (١/ ٣٠٨) برقم (١٣٢)، صحح ابن حبان (٥/ ١١٦) وحسنه الأرنؤوط في صحيح ابن حبان برقم (١٨١٠)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب برقم (١٥٦١) (٢/ ٢٣٦).
(٢) رواه البيهقي (٢/ ٣٨١) وقال المنذري: إسناده جيد وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٢/ ٢٣٧).
(٣) رواه البخاري في الأدب المفرد (١/ ١٠٤) برقم (٢٧٥) وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (١٥٧١) (٢/ ٢٤٢).
(٤) رواه ابن ماجة واللفظ له (٢/ ١٢٥٢)، والحاكم وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه (١/ ٦٧٨)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (١٥٦٨) (٢/ ٢٤٠).

<<  <   >  >>