للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:

يوماً يظلُّ به الحرباءُ مصطخما ... كأنَّ ضاحيةُ بالنارِ مملولُ

كأنَّ أوبَ ذراعيها إذا عرقتْ ... وقد تلفَّعَ بالقورِ العساقيلُ

وقال للقومِ حاديهم وقد جعلتْ ... ورقُ الجنادبِ يركضنَ الحصى قيلوا

أوبُ يديْ فاقدٍ شمطاءَ معولةٍ ... قامتْ فجاوبها نكدٌ مثاكيلُ

نوَّاحةٌ رخوة الضَّبعينِ ليس لها ... لما نعى بكرها النَّاعونَ معقولُ

تفري اللَّبانَ بكفَّيها ومدرعها ... مشقَّقٌ عن تراقيها رعابيلُ

يسعى الوشاةُ بجنبيها وقولهمُ ... إنَّكَ يا ابنَ أبي سلمى لمقتولُ

وقالَ كلُّ خليلٍ كنتُ آملهُ ... لا ألهينَّك إني عنك مشغولُ

فقلتُ خلُّوا سبيلي لا أبا لكمُ ... فكلُّ ما قدَّرَ الرحمنُ مفعولُ

كلُّ ابن أنثى وإن طالتْ سلامتهُ ... يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ

أُنبئتُ أنَّ رسول الله أوعدني ... والعفوُ عند رسول الله مأمولُ

مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نافلةَ ال ... قرآنِ فيها مواعيظٌ وتفصيلُ

لا تأخذنِّي بأقوالِ الوشاةِ ولم ... أذنبْ ولو كثرتْ عنِّي الأقاويلُ

لقد أقومُ مقاماً لو يقومُ به ... أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ الفيلُ

لظلَّ يرعدُ إلاّ أن يكونَ له ... من الرسولِ بإذن الله تنويلُ

حتَّى وضعتُ يميني لا أنازعهُ ... في كفِّ ذي نقماتٍ قيلهُ القيلُ

لذاكَ أهيبُ عندي إذ أكلِّمهُ ... وقيلَ إنَّك مسبورٌ ومسؤولُ

من ضيغمٍ من ضراءِ الأُسدِ مخدرهُ ... ببطنِ عثَّرَ غيلٌ دونهُ غيلُ

يغدو فيلحمُ ضرغامينِ عيشُهما ... لحمٌ من القومِ معفورٌ خراذيلُ

إذا يساورُ قرناً لا يحلُّ لهُ ... أن يتركَ القرنَ إلاّ وهو مفلولُ

منه تظلُّ حميرُ الوحشِ ضامزةً ... ولا تمشِّي بواديه الأراجيلُ

ولا يزالُ بواديهِ أخو ثقةٍ ... مطرَّحِ البزِّ والدِّرسانِ مأكولُ

إنَّ الرسولَ لسيفٌ يُستضاءُ بهِ ... مهنَّدٌ من سيوفِ الله مسلولُ

في عصبةٍ من قريشٍ قال قائلهمْ ... ببطنِ مكَّةَ لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاسٌ ولا كشفٌ ... عندَ اللِّقاءِ ولا ميلٌ معازيلُ

شمُّ العرانينَ أبطالٌ لبوسهمُ ... من نسجِ داودَ في الهيجا سرابيلُ

بيضٌ سوابغُ قد شكَّتْ لها حلقٌ ... كأنَّها حلقُ القفعاءِ مجدولُ

يمشونَ مشيَ الجِمالِ الزُّهرِ يعصمهمْ ... ضربٌ إذا عرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ

لا يفرحونَ إذا نالتْ رماحهمُ ... قوماً وليسو مجازيعاً إذا نيلوا

لا يقعُ الطَّعنُ إلاّ في نحورهمُ ... ما إنْ لهمْ عن حياضِ الموتِ تهليلُ

<<  <