للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومن فوقها العرش، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس".

وقول المؤلف: "وأن كنا إذا قلنا أن الشمس والقمر في السماء يقتضي ذلك" ظاهره أنه يرى أن كلا من الشمس والقمر داخل الأجرام السماوية والله أعلم.

قال شيخنا محمد الأمين الشنقيطي في كتابه "أضواء البيان ما نصه: والله أعلم أن الآية صريحة في أن

نفس القمر في السبع الطباق لأن لفظة جعل في الآية هي التي بمعنى صير وهي تنصب المبتدأ والخبر

والمعبر عنه بالمبتدأ هو المعبر عنه بالخبر بعينه لا شيئاً آخر. فقولك: جعلت الطين خزفًا والحديد

هو خاتمًا لا يخفى فيه أن الطين هو الخزف بعينه، والحديد هو الخاتم. وكذلك قوله تعالى: "وجعل القمر فيهن نورا " فالنور المجعول فيهن هو القمر بعينه. فلا يفهم من الآية بحسب الموضع اللغوي احتمال خروج نفس القمر عن السبع الطباق وكون المجعول فيها مطلق نوره لأنه لو أريد ذلك لقيل وجعل نور القمر فيهن. أما قوله: "وجعل القمر فيهن نورا " فهو صريح في أن النور المجعول فيهن هو عين القمر، ولا يجوز صرف القرآن عن معناه المتبادر بلا دليل يجب الرجوع إليه. ويوضح ذلك أنه تعالى صرح في سورة "الفرقان" بأن القمر في خصوص السماء ذات البروج بقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً} وصرح في سورة " الحجر" بأن ذات البروج المنصوص على أن القمر فيها هي بعينها المحفوظة من كل شيطان رجيم بقوله: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} انتهى.

والأفلاك جمع فلك وهو الشيء المستدير فإن لفظ الفلك يدل على الاستدارة ومنه قولهم: تفلك ثدي الجارية إذا استدار والأفلاك

<<  <  ج: ص:  >  >>