للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين.

ومما جاء في هذا الكتاب بصدد الرد على الزنادقة فوله "وأما قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصلينَ} وقال في آية أخرى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصلينَ} فقالوا: أن الله قد ذم قوما كانوا يصلون فقال: {فَوَيْلٌ لِلْمُصلينَ} وقد قال في قوم أنهم إنما دخلوا النار لأنهم لم يكونوا يصلون فشكوا في القرآن من أجل ذلك وزعموا أنه متناقض. قال: وأما قوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصلينَ} عنى به المنافقين {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} حتى يذهب الوقت {الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ} يقول إذا رأوهم صلوا وإذا لم يروهم لم يصلوا، وأما قوله: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصلينَ} يعني الموحدين المؤمنين. فهذا ما شكت فيه الزنادقة. وأما قوله. عز وجل: {خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ} ثم قال: {مِنْ طِينٍ لازِبٍ} ثم قال: {مِنْ سُلالَةٍ} ثم قال: {مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} ثم قال: {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} فشكوا في القرآن وقالوا هذا ينقض بعضه بعضا. فهذا بدأ خلق آدم، خلقه الله أول بدء من تراب ثم من طينة حمراء وسوداء وبيضاء من طينة طيبة وسبخة، فكذلك ذريته طيب وخبيث، أسود وأحمر وأبيض ثم بل التراب فصار طينا. فذلك قوله: {مِنْ طِينٍ} فلما لصق الطين بعضه ببعض صار طينا لازبا يعني لاصقا ثم قال {مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} يقول مثل الطين إذا عصر أنسل من بين الأصابع ثم نتن فصار حمأ مسنوناً فخلق من الحمأ فلما صار صلصالا كالفخار. يقول صار له صلصلة الفخار، له دوي كدوي الفخار، فهذا بيان خلق آدم.

وأما قوله {مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} فهذا بدء خلق ذريته من سلالة بعني النطفة "مهين ضعيف" فهذا ما شكت فيه الزنادقة. وبصدد الرد على الجهمية جاء في قوله: "باب بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله على

<<  <  ج: ص:  >  >>