للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه مسلم١، وهذا لفظه، وأبو يعلى٢، والبيهقي٣. كلهم عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة به.

وسعيد الجريري وإن كان قد اختلط٤، إلا أن رواية عبد الأعلى عنه قبل الاختلاط٥؛ ولذا خرجها مسلم في صحيحه.

- قوله: " إن الله يعرض بالخمر": التعريض خلاف التصريح من القول٦.

- قوله: " فمن كان عنده منها شيء فليبعه ولينتفع به". قال النووي: في هذا الحديث بذل النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم نصحهم في تعجيل الانتفاع بها ما دامت حلالاً٧.

- قوله: " فمن أدركته هذه الآية"، هي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ٨.

- قوله: " فسفكوها". السفك هو الإراقة والإجراء لكل مائع٩.

ولعل سفك الصحابة للخمر في الطريق يشكل على من يقول بنجاسة الخمر، وهم الجمهور؛ لأنها لو كانت نجسة لما سفكوها في الطريق مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التخلي في الطرقات، ولكن أجاب القرطبي عن هذا بأنه


١ صحيح مسلم [كتاب المساقاة (٣/١٢٠٥) ] .
٢ مسند أبي يعلى الموصلي (٢/٣٢٠) .
٣ سنن البيهقي (٦/١١) .
٤ الكواكب النيرات (ص ١٨١،١٨٢) .
٥ هدي الساري (ص ٤٢٥) .
٦ النهاية في غريب الحديث (٣/٢١٢) .
٧ شرح صحيح مسلم (١١/٣) .
٨ الآية (٩٠) من سورة المائدة.
٩ النهاية في غريب الحديث (٢/٣٧٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>