وإنْ كانَ يومُ الوعدِ يومَ لقائنا ... فلا تعذلاني أن أقولَ متى الوعدُ
وقال نوال:
وإن ترتبعْ ريَّا بغورِ تهامةٍ ... نُقِمْ عندها أوْ تترُكِ البرَّ نُنجدِ
وإنْ حاربَتْ ريَّا نُحاربْ وإنْ تدِنْ ... ندنْ دينها لا عيْبَ للمتودِّدِ
وقال امرؤ القيس بن حجر:
وأصبحتُ ودَّعْتُ الصِّبى غيرَ أنَّني ... أُراقبُ خلاتٍ من العيشِ أربعا
فمنهنَّ نصُّ العيسِ واللَّيلُ دامسٌ ... يُيمِّمنَ مجهولاً من الأرضِ بَلْقعا
خوارجَ من برِّيَّةٍ نحوَ قريةٍ ... يُجدِّدْنَ وصلاً أوْ يُقرِّبنَ مطْمَعا
وقال ذو الرمة:
تذكَّرتُ ميّاً بعدَ ما حالَ دونها ... سهوبٌ ترامى بالمراسيلِ بيدُها
إذا لامعاتُ البيدِ أعرضنَ دونها ... تقاربَ لي من حبِّ ميٍّ بعيدُها
وقال ضابي بن الحارث بن أرطاة البرجمي:
وكمْ دونَ سُلمى من فلاةٍ كأنَّما ... تجلَّلَ أعلاها مُلاءً مُفصَّلا
مُحقَّفةٍ لا يهتدي لسبيلها ... منَ القومِ إلاَّ منْ مضى وتوكَّلا
يُهالُ بها ركبُ الفلاةِ منَ الرَّدى ... ومن خوفِ حاديهمْ وما قدْ تحمَّلا
قطعتُ إلى معروفها مُنكراتها ... إذا الآلُ بالبيدِ البسابسِ هرْولا
وقال جميل بن معمر:
ألا أيُّها العشَّاقُ ويحَكمُ هُبُّوا ... أُسائلكمُ هلْ يقتلُ الرَّجلَ الحبُّ
ألا ربَّ ركبٍ قد رفعتُ وجيفهُمْ ... إليكِ ولولا أنتِ لم يوجفِ الرَّكبُ
لها النَّظرةُ الأولى عليهمْ وبسطةٌ ... وإنْ كرَّتِ الأبصارُ كانَ لها العقْبُ
وقال جرير:
لشتَّانَ يومٌ بينَ سَجفٍ وكلَّةٍ ... ومرُّ المطايا تغتدي وتروَّحُ
نقيسُ بقيَّاتِ النِّطَّافِ علَى الحصى ... وهنَّ علَى طيِّ الحيازيمِ جُنَّحُ
ويومٍ من الجوزاءِ مُستوْقدِ الحصى ... تكادُ صياصي العينِ فيهِ تصيَّحُ
شديدِ اللَّظى حامي الوديقةِ ريحهُ ... أشدُّ لظًى من شمسهِ حينَ يصْمحُ
نصبْتُ له وجهي وحرفاً كأنَّها ... منَ الجهدِ والإسآدِ قرمٌ مُلوَّحُ
وقال علي بن محمد العلوي:
هذا وحرفٍ إذا ماتتْ مفاصلهُ ... عن راكبٍ وصلَتْ أكفالَهُ بيدُ
يهماءُ لا يتخطَّاها الدَّليلُ سُرًى ... إلاَّ وناظرهُ بالنَّجمِ معقودُ
جاوزتُها والرَّدى رحبٌ معالمهُ ... فيها ومسلكُها بالخوفِ مسدودُ
ولبعض أهل هذا العصر:
كمْ دونَ أرضكَ من وادٍ ومن علَمٍ ... كأنَّ أعلاهُ بالأفلاكِ مُنتسجُ
ومنْ مروجٍ كظهرِ التُّرسِ مُظلمةٍ ... كأنَّ حصبائَها تحتَ الدُّجى سُبُجُ
حتَّى إذا الشَّمسُ لاحتْ في سَباسبها ... حسبْتَ أعلامها في الآلِ تختلجُ
وكمْ فلاةٍ يفوتُ الطَّرفَ آخرها ... للجنِّ باللَّيلِ في أقطارها وهجُ
يهماءُ غبراءُ لا يدري الدَّليلُ بها ... في أيِّ أرجائها يُرجى لهُ الفرجُ
قطعتُها بابنِ حرفٍ ضامرٍ قطمٍ ... صلبِ المناسمِ في إرْقالهِ هوَجُ
شوقاً إليكَ ولولا ما أُكابدهُ ... لكانَ لي في بلادِ اللهِ مُنفرَجُ
فإن تجدْ لي فَمحقوقٌ بذاكَ وإنْ ... تبخلْ عليَّ فلا لومٌ ولا حرجُ
قوله فمحقوقٌ بذاك يعني أنت محقوقٌ بالفضل ليس تجشُّمي ما وصفته لك أوجب ذلك لي عليك بذلك على أنَّه أراد بذلك قوله وإن تبخل عليَّ فلا لومٌ ولا حرج لأنه لو كان حقّاً له كان ظالمه حرجاً فعلى هذا التَّفسير يصير معنى الكلام صحيحاً ولو قصد ذلك المعنى الآخر كان خطأً قبيحاً.
وقال آخر:
أقولُ لصاحبيَّ بأرضِ نجدٍ ... وجدَّ مسيرُنا ودَنا الطُّروقُ
أرى قلبي سينقطعُ اشتياقاً ... وأحزاناً وما انقطعَ الطَّريقُ
وقال آخر:
لمَّا وردْتُ التَّغلبِ ... يَّةَ عندَ مُنصرفِ الرِّفاقِ
وشممْتُ من أرضِ الحجا ... زِ نسيمَ أرواحِ العراقِ
أيقنتُ لي ولمنْ أُح ... بُّ بجمعِ شملٍ واتِّفاقِ
وقال القعقاع الذهلي:
خليليَّ ما منْ ليلةٍ تسريانها ... منَ الدَّهرِ إلاَّ نفَّستْ عنكُما كربا
أليسَ يزيدُ السَّيرُ عن كلِّ ليلةٍ ... ويزدادُ يومٌ من أحبَّتنا قُرْبا