للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيمن روى أيقتلني بالاستفهام وقول الآخر١:

أأترك إن قلت دراهم خالد ... زيارته إني إذًا للئيم

والإنكار كالتقرير يشترط أن يلي المنكر٢ الهمزة، كقوله تعالى: {أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُوْن} ، {أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيَّاً} ؟ {أَبَشَرَاً مِنَّا وَاْحِدَاً نَتَّبِعُهُ} ، وكقوله: {وَقَالُوا لوْلا نزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} ، أي: ليسوا هم المتخيرين للنبوة من يصح لها المتولين لقسم رحمة الله التي لا يتولاها إلا هو بباهر قدرته وبالغ حكمته، وعد الزمخشري قوله أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وقوله أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي من هذا الضرب، على أن المعنى أفأنت تقدر على إكراههم على الإيمان وأفأنت تقدر على هدايتهم على سبيل القسر والإلجاء، أي إنما يقدر على ذلك الله لا أنت.

وحمل السكاكي٣ تقديم الاسم في هذه الآيات الثلاث٤ على


١ هو عمارة بن عقيل بن جرير الشاعر يمدح خالد بن يزيد بن مزيد الشياني ويذم بني تميم بن خزيمة بن حازم النهشلي "راجع ١٤٩ جـ١ من الكامل للمبرد"، ومع البيت في الكامل أبيات كثيرة.
ولعمارة أبيات في مدح خالد في الكامل "ص٢٦٨ جـ٢" هذا والبيت في الدلائل ص٩٢.
٢ فعلًا كان أو فاعلًا أو مفعولًا أو حالًا إلى غير ذلك.
هذا ولا تنسى أن العلاقة بين الاستفهام والإنكار أن المستفهم عنه لمجهول والمجهول منكر، وقيل؛ لأن إنكار الشيء بمعنى كراهيته يستلزم عدم توجه الذهن إليه المستلزم للجهل به المقتضي للاستفهام.
٣ ١٣٦ من المفتاح.
٤ أهم يقسمون رحمة ربك -أفأنت تكره الناس- أفأنت تسمع الصم.
هذا ويلاحظ أنه إذا قدم المرفوع على الفعل فقد يكون للإنكار على نفس الفاعل بحمل التقديم على التخصيص وقد يكون لإنكار الحكم على أن يكون التقديم لمجرد التقوي وجعل صاحب المفتاح الآيتين الأخيرتين من قبيل تقوية حكم الإنكار نظرًا إلى أن المخاطب هو النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعتقد اشتراكه في ذلك ولا انفراده به من حيث جعلها صاحب الكشاف من قبيل التخصيص نظرًا إلى أنه عليه السلام لفرط شغفه بإيمانهم كأنه يعتقد قدرته على ذلك والكشاف يوافق في ذلك عبد القاهر فقد جعلها للتخصيص تنزيلًا "راجع ص٩٤ من الدلائل".

<<  <  ج: ص:  >  >>