للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتمني١. كقول امرئ القيس:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... "بصبح، وما الإصباح منك بأمثل"

والدعاء ٢: إذا استعملت في طلب الفعل على سبيل التضرع نحو: رب اغفر لي ولوالدي.

والالتماس: إذا استعملت فيه على سبيل التلطف، كقولك لمن يساويك في الرتبة: افعل، بدون الاستعلاء.

والاحتقار ٣:


١ والعلاقة هنا السببية أو الضاد أيضًا. والتمني يكون في مقام طلب شيء محبوب لا قدرة للطالب عليه وذلك في مخاطبة ما لا يعقل، ومثل البيت قول الشاعر:
يا قطر عم دمشق واخصص منزلًا ... في قاسيون وصلة بنبات
وقول ابن زيدون:
ربا نسيم الصبا بلغ تحيتنا ... من لو على البعد حيا كان يحيينا
وقول المعري:
فيا موت زر إن الحياة ذميمة ... ويا نفس جدي إن دهرك هازل
وهنا اعتراض وهو أن التمني من أقسام الطلب فيكف يكون الأمر إذا كان لا طلب فيه للتمني والجواب أن الأمر هنا لم يخرج إلى إفادة عدم الطلب أصلًا بل إلى إفادة الطلب لا على سبيل الاستعلاء، وقال السيد في الجواب: "كأنه أراد أن القسم الأول وهو أن لا يفيد الطلب المعتبر في الأمر أصلًا أعني ما يستدعي إمكان المطلوب وما لا يفيد هذا الطلب أصلًا جاز أن يفيد نوعًا آخر من الطلب فلا إشكال".
٢ أي الطلب على سبيل التضرع واختيار السبكي أن استعمال الطلب فيه حقيقة لا مجاز وكذلك الالتماس.
٣ هو والإهانة قريبان من بعض فما قيل هناك في مقام التجوز وعلاقته يقال هنا.
وهذا ومن خروج صيغة الأمر للدعاء قول الشاعر:
أسلم يزيد في الدين من أود ... إذا سلمت، وما في الملك من خلل

<<  <  ج: ص:  >  >>