للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أربعتهم: (يونس، وابن عبدة، والمبارك، وقتادة) عن الحسن، أن عثمان بن عفان كان يأمر بقتل الكلاب والحمام.

• الحكم على الحديث:

- إسناده ضعيفٌ؛ لعنعنة ابن جريج، والطريق الأخرى فيها مبهم، وهي معلولة، وقد سبق بيان إعلالها في حديث أبي سلمة السابق.

وقد خولف ابن جريج في حديث عثمان، فرواه يونس، وابن عبدة، ومبارك، وقتادة عن الحسن أن عثمان بن عفان كان يأمر بقتل الكلاب والحمام، وهذا الوجه هو الصواب؛ إذ رواة هذا الوجه محتجٌّ بهم سوى ابن عبدة؛ فإنه لين الحديث (١).

فيونس هو ابن عبيد ثقةٌ ثبتٌ فاضلٌ (٢)، ومبارك بن فضالة صدوقٌ يدلس ويسوي (٣)، وقد صرح بالتحديث عند عبد الله بن الإمام أحمد، وقتادة الإمام المعروف.

وقد أثبت هذا الأثر الشافعي (٤)، وصححه ابن كثير (٥).

وأما إعلاله بعدم سماع الحسن من عثمان فغير متجه؛ لأنه قد جاءت روايات هذا الأثر تثبت السماع، فقال في رواية مبارك بن فضالة عند البخاري: «سمعت عثمان يأمر في خطبته»، وعند ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن الإمام أحمد: «شهدت عثمان يأمر في خطبته»، وقال في رواية قتادة: «أنه سمع عثمان».

فمن أهل العلم من أخذ من هذا وغيره أنه سمع منه مطلقًا، قال ابن المديني: «سمع الحسن من عثمان بن عفان، وهو غلامٌ يخطب» (٦)، وقال: «لم يسمع الحسن من عبد الله بن عباس، ولا من أحد في المدينة إلا عثمان بن عفان» (٧).


(١) التقريب (٧٨٧١).
(٢) التقريب (٧٩٠٩).
(٣) التقريب (٦٤٦٤).
(٤) سنن البيهقي ٦/ ٧.
(٥) تفسير ابن كثير ٢/ ٢١٧.
(٦) العلل ص ٥١.
(٧) المعرفة والتاريخ ٢/ ٥٢.

<<  <   >  >>