للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنهم من ذهب إلى أن رواياته في غير ما صرح به مرسلة؛ وذلك أنه لم يسمع منه إلا الشيء اليسير، قال ابن رجب: «من عُلم منه أنه مع اللقاء لم يسمع ممن لقيه إلا شيئًا يسيرًا، فرواياته عنه زيادةً على ذلك مرسلة، كروايات ابن المسيب عن عمر؛ فإن الأكثرين نفوا سماعه منه، وأثبت أحمد أنه رآه وسمع منه، وقال مع ذلك: إن رواياته عنه مرسلة؛ لأنه إنما سمع منه شيئًا يسيرًا .. وكذلك سماع الحسن بن عثمان وهو على المنبر يأمر بقتل الكلاب، وذبح الحمام، ورواياته عنه غير ذلك مرسلة» (١).

* * *

٣٨ - قال ابن ماجه (٢): حدثنا أبو نصر محمد بن خلف العسقلاني، حدثنا رواد بن الجراح، حدثنا أبو سعد الساعدي، عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا يتبع حمامًا، فقال: «شيطانٌ يتبع شيطانًا».

• رواة الحديث:

١ - أبو نصر محمد بن خلف العسقلاني: أبو نصر، صدوقٌ (٣).

٢ - رواد بن الجراح: أبو عصام العسقلاني، أصله من خراسان، وثقه ابن معين -مرة- وقال أحمد -مرة-: «صدوقٌ فيما أرى»، وقال ابن معين -مرة-: «لا بأس به، إنما غلط في حديث سفيان»، ونحو هذا قال أحمد -مرة- وقال البخاري: «كان قد اختلط، لا يكاد يقوم حديثه، ليس له كبير حديث قائم»، وقال أبو حاتم: «هو مضطرب الحديث، تغير حفظه في آخر عمره، وكان محله الصدق»، وقال النسائي: «ليس بالقوي، روى غير حديثٍ منكر، وكان قد اختلط»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «يخطئ ويخالف».

قال ابن عدي: «عامة ما يرويه لا يتابعه الناس عليه، وكان شيخًا صالحًا، وفي


(١) شرح علل الترمذي ٢/ ٥٩٠ - ٥٩١.
(٢) سنن ابن ماجه ح (٣٧٦٧).
(٣) التقريب (٥٨٥٩).

<<  <   >  >>