للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأول: عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله -عز وجل- ليدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة؛ صانعه يحتسب بصنعته الخير، والرامي به، والمُمِدِّ به» وقال: «ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إليَّ من أن تركبوا، وكل شيءٍ يلهو به الرجل باطلٌ الا رمي الرجل بقوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته؛ فإنهن من الحق، ومن ترك الرمي بعدما علمه فقد كفر بالذي عَلِمَه».

الثاني: عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستفتح عليكم أرَضُون، ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه».

قال النووي في تعليقه على الأحاديث التي ذكرها مسلم في فضل الرمي، والحث عليه: «في هذه الأحاديث فضيلة الرمي والمناضلة، والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى، وكذلك المشاجعة، وسائر أنواع استعمال السلاح، وكذا المسابقة بالخيل وغيرها، والمراد بهذا كله التمرن على القتال، والتدرب، والتحذق فيه، ورياضة الأعضاء بذلك» (١).

وقال القرطبي: «فضل الرمي عظيم، ومنفعته عظيمة للمسلمين، ونكايته شديدة على الكافرين، قال -صلى الله عليه وسلم- : «يابني إسماعيل ارموا؛ فإن أباكم كان راميًا» (٢)، وتعلم الفروسية، واستعمال الأسلحة فرض كفاية، وقد يتعين» (٣).

٢ - من تعلم الرمي فلا ينبغي له أن يتركه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «مضت السُّنَّة بأن الشروع في العلم والجهاد يلزم كالشروع في الحج؛ يعني: أن ما حَفظه من علم الدين، وعلم الجهاد ليس له إضاعته» (٤).

وقال الشوكاني: «من أدرك نوعًا من أنواع القتال التي ينتفع بها في الجهاد في سبيل الله، ثم تساهل في ذلك حتى تركه كان آثمًا إثمًا شديدًا؛ لأن ترك العناية بذلك يدل على ترك العناية بأمر الجهاد، وترك العناية بالجهاد يدل


(١) شرح مسلم ١٣/ ٦٤.
(٢) حديثٌ صحيحٌ سيأتي تخريجه -إن شاء الله-، وهو من ضمن أحاديث الرسالة.
(٣) تفسير القرطبي ١٠/ ٥٧.
(٤) مجموع الفتاوى ٢٨/ ١٨٦ - ١٨٧.

<<  <   >  >>