للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ترك العناية بالدين؛ لكونه سنامه، وبه قام» (١).

٣ - يلحق بالرمي ما استجد من أنواع القتال في هذا العصر، قال المطيعي: «إن الرمي مما يلزم المسلمين حِذْقُه، والتمرُّس عليه؛ لقهر الأعداء وجهادهم؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وإن السهام والنبال من أسلحة النضال قد استحالت في أعصرنا إلى أسلحة نارية ... والفرق بين هذه الآلات والآلات السابقة لا يختلف في حكمه إلا بمقدار ما يُراعى من قوة الرمي وبُعد ما ترميه الآلات الحديثة ومدى تأثيرها ... فإذا ثبت هذا فإن الرماية بالبندقية وغيرها من المستحدثات من فروض الكفايات التي تتأصل بها عزة الأمة وتُحمى بها حوزتها، وتُعلى بها رايتها» (٢). اهـ. بتصرف.

٤ - ما الأفضل الرمي أو الركوب على الخيل؟

ذكر هذه المسألة العلامة ابن القيم في كتاب الفروسية (٣)، وأطال النفس فيها، فاستقصى أطرافها، وجمع وجوهها، ومما قال: «فإن قيل: فأيما أفضل ركوب الخيل، أو رمي النشَّاب (٤)؟ قيل: قد اختلف في ذلك فرجحت طائفة ركوب الخيل واحتجوا بوجوه:

أحدها: أنه أصل الفروسية وقاعدتها.

الثاني: أنه يعلِّم الكرَّ والفرَّ والظفر بالخصم.

الثالث: أن الركوب يعلِّم الفارس والفرس معًا، فهو يؤثر القوة في المركوب وراكبه.

الرابع: أن ركوبه -صلى الله عليه وسلم- كان أضعاف أضعاف رميه بما لا يحصى.

الخامس: أنها تصلح للطلب والهرب، فهي حصونٌ ومعاقل لأهلها.


(١) نيل الأوطار ٨/ ١٦٣.
(٢) تكملة المجموع ١٦/ ١١٥ - ١١٦.
(٣) الفروسية ص ١٢٨ - ١٥١.
(٤) قال في لسان العرب ١/ ٧٥٥: «النُّشَّاب: النَّبْلُ، واحدتُه نُشَّابة».

<<  <   >  >>