للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

منه (١) لها، بل قد تشتغل بما هو شرٌّ منه، أو بما يكون التقرب إلى الله بتركه، فيكون تمكينها من ذلك من باب الإحسان إليها، والصدقة عليها؛ كإطعامها وإسقائها ... ومحبة النفوس للباطل نقصٌ لكن ليس كل الخلق مأمورين بالكمال، ولا يمكن ذلك فيهم، فإذا فعلوا ما به يدخلون الجنة -لم يحرم عليهم ما لا يمنعهم من دخولها» (٢).

وقال في موضع آخر: «والصبيان يرخص لهم في اللعب ما لا يرخص فيه للبالغ» (٣).

وقال العلامة ابن القيم: «ولما كانت النفوس الضعيفة كنفوس النساء والصبيان -لا تنقاد إلى أسباب اللذة العظمى إلا بإعطائها شيئًا من لذة اللهو واللعب؛ بحيث لو فطمت عنه كل الفطام طلبت ما هو شر لها منه- رخص لها من ذلك فيما لم يرخص فيه لغيرها» (٤).

٤ - يُرخَّص في ممارسة اللَّعِب في بعض الأوقات ما لا يرخص في غيرها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «رخص النبي -صلى الله عليه وسلم- في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح ... ومن هذا الباب حديث عائشة -رضي الله عنه- ا لما دخل عليها أبوها -رضي الله عنه- في أيام العيد، وعندها جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بُعاث. فقال أبو بكر -رضي الله عنه- : أبمزمار الشيطان في بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معرضًا بوجهه عنهما، مقبلًا بوجهه الكريم إلى الحائط، فقال: «دعهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا أهل الإسلام» (٥) ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الاجتماع عليه؛ ولهذا سماه الصديق


(١) وقع في المطبوع: (منها)، والأقرب: (منه)؛ اتساقًا في عود الضمائر.
(٢) الاستقامة ٢/ ١٥٣ - ١٥٦.
(٣) مجموع الفتاوى ٣٠/ ٢١٤ - ٢١٦، وشرح العمدة -كتاب الطهارة- ٤/ ٢٩٢.
(٤) روضة المحبين ص ١٦٢.
(٥) أخرجه البخاري ح (٩٠٧) ومسلم ح (٨٢٩).

<<  <   >  >>