للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في زماننا- على لعب الجيوش بالحراب، فأجازها، وهو قياس بعيد جدًّا؛ لأمور:

١ - أن العلماء تتابعوا على أن اللعب بالحراب وسيلة للتدريب على الشجاعة والقتال، وليس في هذه اللُّعَب الاستعراضية شيءٌ من ذلك البتَّة.

٢ - أن الإشارة بالسلاح على المسلم لا تجوز، حتى ولو كانت على سبيل اللعب، فقد أخرج مسلم (١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أشار إلى أخيه بحديدة؛ فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه».

قال الطِّيْبي: «قوله: «وإن كان أخاه» تتميمٌ لمعنى الملاعبة، وعدم القصد في الإشارة، فبدأ بمطلق الأخوة، ثم قيده بالأخوة بالأب والأم؛ ليؤذن بأن اللعب المحض المعرَّى عن شائبة القصد إذا كان حكمه كذا، فما ظنك بغيره؟» (٢).

٣ - أنه قد حصل من جرَّاء هذه اللُّعَب أن جُرح بعض من فعلت معه (٣)، وقد أخرج البخاري (٤)، ومسلم (٥) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار».

ومن القواعد المقررة شرعًا أن كل ما يوصل إلى الحرام فهو حرام (٦).

٤ - أن فيها تشبهًا بأفعال السحرة والمشعوذين (٧)، وإذا كان بعض


(١) صحيح مسلم ح (٢٦١٦).
(٢) تحفة الأحوذي ٦/ ٣١٨.
(٣) ينظر: ألعاب بهلوانية ص ٦.
(٤) صحيح البخاري ح (٧٠٧٢).
(٥) صحيح مسلم ح (٢٦١٧).
(٦) البحر المحيط ٤/ ٣٨٥، إعلام الموقعين ٣/ ١٥٣.
(٧) أفعال بهلوانية ص ٣٥.

<<  <   >  >>