للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

علم من حال العرب من الخشونة غالبًا في أوانيهم، ومراكبهم، وآلاتهم (١).

القول الثاني: أنها مباحة، وإلى هذا ذهب جماعةٌ من المعاصرين، منهم الشيخ سيد سابق (٢)، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق (٣)، والشيخ يوسف القرضاوي (٤).

واستدلوا بقياس اللُّعب المعاصرة على لُعَب عائشة؛ إذ لا فرق بينهما سوى أن اللُّعَب المعاصرة أدق في الصنع، وهذا فرق غير مؤثر؛ فكلاهما خاصٌّ بالصغار، ويوصف بأنه ممتهن غير معظم (٥).

وبعد التأمل في أدلة القولين يظهر -والله أعلم- أن القول الثاني أقرب؛ ويناقش دليل القول الأول بما يأتي:

أولًا: أن القول بأن لُعَب عائشة لم تكن صورًا حقيقية؛ بل الظاهر أنها من العِهْن، أو القُطْن، أو الخِرَق -يحتاج إلى دليل، وقد بحثت لعلي أن أجد دليلًا على ذلك، فلم أجد سوى حديثين:

- حديث الرُّبيِّع بنت مُعوِّذ -وقد سبق- وفيه: « ... ونجعل لهم اللعبة من العِهْن»، وقد سبق مناقشة هذا الحديث، وبيان أن قصره على لُعَب البنات يحتاج إلى دليل.

- حديث عائشة بلفظ: «ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاعٍ» وقد سبق بيان ضعف الحديث، واضطرابه.

ثانيًا: أن الجزم بأن لُعَب عائشة -رضي الله عنه- ا لم تكن منقوشة، أو منحوتة -يحتاج إلى دليل، والاحتجاج على ذلك بأنه لا يتصور وجود هذه الصور الدقيقة؛ لما علم من حال العرب من الخشونة غالبًا في أوانيهم، ومراكبهم، وآلاتهم- غير مقنع؛ لأمرين:


(١) ينظر: المراجع السابقة.
(٢) فقه السنة ٣/ ٥٠٠.
(٣) أحكام التصوير في الشريعة الإسلامية ص ٢٨.
(٤) الحلال والحرام ص ١٠٣.
(٥) ينظر: المراجع السابقة، وأحكام التصوير في الفقه الإسلامي ص ٢٦٠.

<<  <   >  >>