للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جهل القوم (وأيم الله) هديه أو تجاهلوه، ومما جهلوا: هديه وأدبه في المباسطة والمزاح والإيناس، ففرط بعض وأفرط آخرون، والقصد بين ذلك. فمن فرط لم يتدبر قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ولم يقف عند شمائله - صلى الله عليه وسلم - وحسن عشرته، ومن أفرط خالف وجانب ونسب غير هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه، بل زاد ضغثًا على إبَّالة، والطين بلَّة لما سوَّغ لنفسه ذلك، فليته عرض ذلك على سنن الأنبياء وأخلاقهم إن كان عارفًا بها؟ فمن أين جوَّز لنفسه رديء الكلام والكذب الحرام والسخرية بالدين والمسلمين و .. و .. ثم يزعم أن ذلك من باب تأليف القلوب وإمتاع السامعين وإيناسهم.

أما نحن فنبرأ إلى الله من نسبة شيء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم

<<  <   >  >>