للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه صلى الله عليه وسلم صلى, وروي ذلك من حديث جعفر بن محمد عن البني صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر قال في إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء: الأوجه عندي أن من دعا ولم يصل فقد أصاب أصل الاستسقاء, وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وعمر, ومن صلى ودعا فقد أصاب الأكمل الأفضل فإن الدعاء أرجى في حرمة الصلاة, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمر انتهى. وقد كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يُرى بياض إبطيه وكان الصحابة فمن بعدهم يستسقون بأهل الصلاح ولا سيما من كان من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل عمر فإنه استسقى بالعباس رضي الله تعالى عنهما. تتضمن الذكر والترغيب في الطاعة والزجر عن المعصية ويستكثر الإمام ومن معه من الاستغفار والدعاء برفع الجدب لأن روح هذه الصلاة وأساسها وعمادها الذي لا تقوم بدونه هو الاستكثار من الاستغفار قبلها وبعدها وإخلاص التوبة من الذنوب التي يقارفها الإنسان والخروج من التبعات والظلامات في الدماء والأموال والأعراض وذلك غير مختص بفرد من الأفراد بل يفعله كل أحد ويشرع للإمام أو من يقوم مقامه أن يخطب الناس ويذكرهم بما يفعلونه من الأسباب الموجبة للرحمة, وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطب قبل الصلاة وخطب بعدها فالكل سنة ومن جملة أدعيته صلى الله عليه وسلم: "اللهم أغثنا اللهم أغثنا" كما في الصحيحين من حديث أنس, ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم: "اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً١ مَريعاً٢ طبقاً٣ غدقاً٤ عاجلاً غير رائث٥" وهذا لفظ ابن ماجه من حديث ابن عباس. وهذه الألفاظ ثابتة من رواية غيره من الصحابة في غير سنن ابن ماجه ومنها: "اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين" وهو في سنن أبي داود بإسناد صحيح من حديث عائشة ومن دعائه: "اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت" إلى غير ذلك. "ويحولون جميعا أرديتهم" لما روي في ذلك ما تقدم من جعل الأيمن أيسر والأيسر أيمن وروي أنه قلبه ظهرا لبطن وحول الناس معه أخرجه أحمد من حديث عبد الله بن زيد وأصله في الصحيح.


١ هو المحمود العاقبة.
٢ بفتح الميم وبضمها مع كسر الراء فيهما هو الذي يأتي بالريع يعني الزيادة.
٣ هو المطر العام كما في القاموس.
٤ الغدق الماء الكثير.
٥ الريث الإبطاء والرائث المبطئ وإسناد هذا الحديث ثقات كما قال المؤلف في نيل الأوطار.

<<  <  ج: ص:  >  >>