للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

............................................................................................


= أسيد بن الحضير - وهو أحد الأنصار، ثم أحد بني عبد الأشهل - حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي في هذا الرجل الذي قد أفتن الناس أضرب عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو قاتله أنت إن أمرتك بقتله؟ ". قال: نعم، والله لئن أمرتي بقتله لأضربن بالسيف تحت قرط أذنيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجلس". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آذنوا بالرحيل". فجهّز الناس، فسار يومه وليلته والغد حتى متع النهار، ثم نزل. ثم هجّر بالناس مثلها، فصبّح بالمدينة في ثلاث سارها من قفا المُشلَّل، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أرسل إلى عمر فدعاه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي عمر، أكنتَ قاتلَه لو أمرتك بقتله؟ ". قال عمر: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لو قتلتَه يومئذ لأرغمتَ أنوف رجال لو أمرتهم اليوم بقتله امتثلوه فيتحدث الناس أني قد وقعت على أصحابي فأقتلهم صبراً". وأنزل الله عز وجل {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} ... إلى قوله {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ} ... الآية. قال ابن كثير: وهذا سياق غريب، وفيه أشياء لا توجد إلا فيه.
قلت: ومن الأمور الغريبة في هذا السياق: ذكر مالك بن الدُّخْشم بالنفاق، فقد شهد مالك هذا بدراً في قول الجميع، وهو الذي أَسر سُهيل بن عمرو يوم بدر. قال ابن عبد البر: "لا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك". وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرق مسجد ضرار هو ومعن بن عدي. انظر: الاستيعاب رقم الترجمة ٢٢٩٢، وأسد الغابة ٥/٢٠، رقم الترجمة ٤٥٩١، والإصابة ٥/٥٣٤، رقم الترجمة ٧٦٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>