للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: قيمة فتح الباري العلمية وثناء العلماء عليه]

ومما تقدم علم قيمة هذا الكتاب العظيم، فإنه شرح جامع وواف لصحيح البخاري، ويعتبر موسوعة كبيرة في المعارف الإسلامية عموما، فإن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد أودع فيه علوما شتى ونافعة، لا نكاد نجد مثله في كتاب آخر، كما أنه يعتبر أكبر وأجمع ما ألفه ابن حجر. وقد قضى في تأليفه ربع قرن من الزمن. وقد أودع فيه مباحث قيمة في الفقه، وخفايا علم الرجال، وكشف عن مبهمات الحديث في المتن والإسناد، ومباحث لغوية مفيدة، كما فيه شرح لعدد من الآيات القرآنية. وأطال القول في تفسير الآيات القرآنية وأسباب النزول وإعجاز القرآن، ووجوه القراءات، بكلام بليغ شامل، جمعه من أمهات الكتب.

هذا وقد حظي هذا الكتاب الجليل بالثناء العظيم من عدد من العلماء. قال عنه ابن خلدون: "إن شرح البخاري دين على هذه الأمة١، يعني بذلك أن أحداً لم يوف ما يجب من الشرح، وقال حاجي خليفة: "لعل ذلك الدين قضي بشرح المحقق ابن حجر والقسطلاني والعيني بعد ذلك"٢.

وقال عنه السيوطي: "لم يصنف أحد من الأولين ولا من الآخرين مثله"٣.

ووصفه غيره بقوله "ما ألف في ملة الإسلام شرح على جميع المصنفات في علم الحديث مثل هذا الشرح وقال في موضع آخر: "أعلم أنه


١ فهرس الفهارس ١/٣٢٢.
٢ كشف الظنون ٢/٦٤٠.
٣ طبقات الحفاظ ٥٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>