للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}

قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} الآية: ١

[٣٥٠٤] وفي صحيح مسلم من طريق المختار بن فلفل١ عن أنس "بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "نزلت عليَّ سورة". فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إلى آخرها، ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة " الحديث٢.


١ المختار بن فلفل المخزومي مولى عمرو بن حُريث، روى عن أنس وإبراهيم التيمي وعمر ابن عبد العزيز والحسن البصري وطلق بن حبيب، وعنه ابنه بكر وزائدة والثوري وعلي ابن مسهر وغيرهم. صدوق له أوهام، وذكره ابن حبان في الثقات. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب ١٠/٦٢، والتقريب ٢/٢٣٤.
٢ فتح الباري ٨/٧٣٢.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم٤٠٠-٥٣ - في الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة، سوى البراءة - من طريق علي بن مسهر، أخبرنا المختار بن فلفل، به. وذكره ابن كثير ٨/٥١٩ برواية الإمام أحمد، ثم قال: وقد روى هذا الحديث مسلم وأبو داود والنسائي، من طريق محمد ابن فضيل وعلي بن مسهر، كلاهما عن المختار بن فلفل، عن أنس، ثم ساقه بلفظ مسلم أيضا.
فائدة: قال ابن حجر: وقد نقل المفسرون في الكوثر أقوالا أخرى غير هذين تزيد على العشرة، منها قول عكرمة: الكوثر النبوة، وقول الحسن: الكوثر القرآن، وقيل: تفسيره، وقيل: الإسلام، وقيل: التوحيد، وقيل: كثرة الأتباع، وقيل: الإيثار، وقيل: رفعة الذكر، وقيل: نور القلب، وقيل: الشفاعة، وقيل: المعجزات، وقيل: إجابة الدعاء، وقيل: الفقه في الدين، وقيل: الصلوات الخمس. انظر: فتح الباري ٨/٧٣٢-٧٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>