للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٦٠] ومن طريق قتادة قال: "قال الراسخون كما يسمعون آمنا به كل من عند ربنا: المتشابه والمحكم، فآمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه فأصابوا١.

[٣٦١] وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقرأ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} ٢.

قوله تعالى:

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} - إلى قوله - {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} الآية: ١٢

[٣٦٢] روى ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر٣ جمع يهود في سوق بني قينقاع فقال: "يا


١ فتح الباري ٨/٢١٠.
أخرجه ابن جرير رقم٦٦٤٤ من طريق يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة - نحوه مختصراً، ولفظه "آمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه".
٢ فتح الباري ٨/٢١٠.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١١٦ ومن طريقه ابن جرير رقم٦٦٢٧ أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عنه، به. وهذا إسناد صحيح، و"ابن طاوس" اسمه عبد الله، ثقة فاضل عابد. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب. وقال - أي: ابن حجر -: والذي ذهب إليه مجاهد من تفسير الآية يقتضي أن تكون الواو في "الراسخون" عاطفة على معمول الاستثناء، وهذا يدل على أن الواو للاستئناف؛ لأن هذه الرواية وإن لم تثبت بها القراءة، لكن أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن، فيقدم كلامه في ذلك على من دونه، ثم قال: ويؤيد ذلك أن الآية دلت على ذم متبعي المتشابه لوصفهم بالزيغ وابتغاء الفتنة. انظر: فتح الباري ٨/٢١٠.
٣ بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء، وبهذا المكان كانت الوقعة التي أظهر الله بها الإسلام وفرّق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة. وهي اليوم مدينة بدأت تظهر فيها معالم الحضارة. وتبعد عن المدينة ١٥٥ كيلا وعن مكة ٣١٠ أكيال، وتبعد عن سيف البحر قرابة ٤٥ كيلا، وبها اليوم مدارس ومساجد وجامع كبير. وقد وقفت عليها. انظر: معجم البلدان ١/٤٢٥، رقم١٥٢٧، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، ص ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>