للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} الآية: ١١٠

[٣٩٥] وروى ابن أبي حاتم والطبري من طريق السدي قال: قال عمر: لو شاء الله لقال أنتم خير أمة فكنا كلنا، ولكن قال: "كنتم"، فهي خاصة لأصحاب محمد ومن صنع مثل صنيعهم، وهذا منقطع١.

[٣٩٦] وروى عبد الرزاق وأحمد والنسائي والحاكم من حديث ابن عباس بإسناد جيد قال: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم"٢.


١ فتح الباري ٨/٢٢٥.
أخرجه ابن جرير رقم٧٦٠٨ وابن أبي حاتم رقم٣٩٧٠ كلاهما من طريق أسباط، عن السدي، به.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأنه من طريق السدي، وفيه علة أخرى، وهي انقطاع السند؛ فإن السدي - المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة - لم يلق من الصحابة إلا أنس بن مالك. انظر: العجاب في بيان الأسباب لابن حجر ١/٢١٢، وفتح الباري ٨/٢٢٥.
فالصحيح في تفسير هذه الآية أنها عامة في جميع هذه الأمة كما بين ذلك الحافظ ابن كثير وغيره حيث قال: والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي خياراً {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:١٤٣] . انظر: تفسير ابن كثير ٢/٧٧.
والأثر قد أورده السيوطي في الدر المنثور ٢/٢٩٣ ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.
٢ فتح الباري ٨/٢٢٥. ثم قال ابن حجر: وهذا أخص من الذي قبله.
أخرجه عبد الرزاق ١/١٣٠ وأحمد ١/٢٧٣، ٣١٩، ٣٢٤، ٣٥٤ والنسائي رقم٩٢ وابن جرير رقم٧٦١١ وابن أبي حاتم رقم١١٥٧ آل عمران والحاكم ٢/٢٩٤ - وصححه على شرط مسلم، وأقره الذهبي - كلهم من طرق عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عنه، به.
قلت: وهذا إسناد جيد، وقد جوّده ابن حجر كما في سبق، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/٣٣٠ وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. كما صححه الشيخ أحمد شاكر في تفسير الطبري. وأخرجه ابن جرير رقم٧٦٠٧ من طريق ابن عطية، عن قيس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وأورده السيوطي في الدر المنثور ٢/٢٩٣ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، والفريابي، وابن المنذر والطبراني.

<<  <  ج: ص:  >  >>