للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة توفي شيخه محب الدين بن الوحدية الذي نصحه أن يهتم بالفقه.

"اجتمع بي مرة بمصر فرآني حريصا على سماع الحديث وكتبه فقال: اصرف بعض هذه الهمة إلى الفقه، فإني أرى بطريق الفراسة أن علماء هذا البلد سينقرضون، وسيُحتاج إليك، فلا تقصر بنفسك، فنفعني كلمته، ولا أزال أترحم عليه لهذا السبب رحمه الله تعالى".

رحلته إلى حلب:

وكان حريصا، وهو في دمشق، على التوجه إلى حلب ليأخذ عن مسندها عمر بن ايدغمش، فبلغه وفاته، فتخلف عن التوجه إليها.

ثم في سنة٨٣٦هـ توجه إليها مع العساكر المصريين والقضاة بقيادة الملك الأشرف برسباي الذي خرج لدفع أذى التركمان الذين تغلبوا على آمد وماردين وغيرهما.

وفي أثناء توجهه إلى حلب، كتب بحماة عن ابن حجة الحنفي أشياء من نظمه ومن غيره، كما كتب في حمص، والتقى في حلب بالتقي العلامة محب الدين بن الشحنة، وسأله عن محدث البلاد الحلبية سبط بن العجمي، واجتمع به، وسمّع عليه المسلسل بالأولية١.

وكان دخولهم إلى حلب في الخامس من رمضان سنة٨٣٦هـ، وأقاموا بها خمسة عشر يوما، سمع خلالها عن مسنديها، وفي أثناء إقامته في حلب


١ الجواهر والدرر ١/١٢١-١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>