للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} الآية: ٣٠

[٨٨٧] وذكر أحمد من حديث ابن عباس بإسناد حسن في قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية، قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيه على ذلك، فبات علِيٌّ على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني ينتظرونه حتى يقوم فيفعلون به ما اتفقوا عليه، فلما أصبحوا ورأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال"١.


١ فتح الباري ٧/٢٣٦ و٨/٣٠٧ ونسبه إلى الطبراني أيضا.
أخرجه أحمد ١/٣٨٤ والطبراني ج١١/رقم١٢١٥٥ كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم مولى ابن عباس، عن ابن عباس، به. وقد حسّن إسناده ابن حجر كما هو أعلاه.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/٣٠ وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عثمان ابن عمرو الجزري وثقه ابن حبان وضعفه غيره. وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: وعثمان هذا ليس عثمان بن عمرو الجزري، وإنما هو عثمان المشاهد - نبّه على ذلك الشيخ شعيب الأرناؤوط - روى عن مقسم، روى عنه معمر والنعمان بن راشد، وقال الإمام أحمد: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان الجزري فقال: لاأعلم روى عنه غير معمر والنعمان. انظر: الجرح والتعديل ٦/١٧٤ ومسند الإمام أحمد ٥/٣٠١-٣٠٢ الحاشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>