للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مسروق، عن ابن مسعود قال "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى، فبكينا لبكائه، فقال: "إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي، واستأذنت ربي في الدعاء لها، فلم يأذن لي، فأنزل عليّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} ١.

[٩٦٧] وفي رواية الطبري من طريق فضيل بن مرزوق٢ عن عطية "لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت٣.


١ فتح الباري ٨/٥٠٨.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم١٠٠٥١، والحاكم في المستدرك ٢/٣٣٦، والواحدي في أسباب النزول ص ٢١٥ كلهم من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود - نحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، هكذا بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة فيه مختصراً. وتعقبه الذهبي قائلا: أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤/٣٠٢-٣٠٣ ونسبه إلى ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
وللحديث شاهد من حديث بريدة، أخرجه أحمد ٥/٣٥٥ بسند صحيح نحوه، ولم يذكر فيه نزول الآية. قال ابن حجر: وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية. انظر: فتح الباري ٨/٥٠٨.
٢ فضيل بن مرزوق الأغر، الرقاشي، الكوفي، أبو عبد الرحمن، روى عن أبي إسحاق السبيعي وعطية العوفي والأعمش وغيرهم، قال عنه ابن حجر: "صدوق يهم، ورمي بالتشيع"، مات في حدود سنة ستين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب ٨/٢٦٨، والتقريب ٢/١١٣.
٣ فتح الباري ٨/٥٠٨. أخرجه ابن جرير رقم١٧٣٢٩ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: ثنا فضيل، عن عطية، به. قلت: وعطية هو العوفي ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>