كما أن أبا عمرو البصرى كان يقرأ بقراءة زيد بن ثابت من طريق سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة مولى ابن عباس، والمعروف أن ابن عباس تلقى القراءة عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما. [انظر: غاية النهاية في طبقات القراء ١/٢٩٦، ٣٠٥، ٥١٥ و٢/٤١] . فلا يعقل أن يقرأ ابن عباس عباس بخلاف قراءة زيد، لذا أقول فلا تحمل قرءاته هذه إلا أن تكون تفسيرية، ثم إنها قراءة آحادية لا يحكم بقرآنيتها ولا تقف أمام القراءة المتواترة السبعية الصحيحة. والله الموفق. وقال ابن حجر: فقد اشتد إنكار جماعة ممن لا علم له بالرجال صحته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلى أن قال: وهي والله فرية ما فيها مرية. وتبعه جماعة بعده، والله المستعان ... إلى أن قال - القائل ابن حجر -: وهذه الأشياء وإن كان غيرها المعتمد، لكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس من دأب أهل التحصيل، فلينظر في تأويله بما يليق به. فتح الباري ٨/٣٧٣. وقال الشيخ محمود محمد شاكر في تعليقه على رواية الطبري: "ومع صحة إسناده لم أجد أحداً من أصحاب الدواوين الكبار، كأحمد في مسنده، أو الحاكم في المستدرك، ولا أحداً ممن نقل عن الدواوين الكبار، كالهيثمي في مجمع الزوائد، أخرج هذا الخبر أو أشار إلى هذه القراءة عن ابن عباس، أو علي بن أبي طالب، كما جاء في الخبر الذي قبله، بل أعجب من ذلك أن ابن كثير، وهو المتعقب أحاديث أبي جعفر في التفسير، لما بلغ تفسير هذه الآية، لم يفعل سوى أن أشار إلى قراءة ابن عباس، وأغفل هذا الخبر إغفالا على =