للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهم يقلبون لأكلتهم الأرض.

ثم ذهب ذلك الملك وجاء آخر فكسر الأوثان وعبد الله وعدل، فبعث الله أصحاب الكهف، فأرسلوا واحدا منهم يأتيهم بما يأكلون، فدخل المدينة مستخفيا، فرأى هيئة وناسا أنكرهم لطول المدة، فدفع درهما إلى خبّاز، فاستنكر ضربه وهمّ بأن يرفعه إلى الملك. فقال أتخوفني بالملك وأبي دهقانه؟ ١ فقال: من أبوك؟ قال: فلان. فلم يعرفه، فاجتمع الناس، فرفعوه إلى الملك، فسأله فقال: عليّ باللوح، وكان قد سمع به، فسمّى أصحابه، فعرفهم من اللوح، فكبّر الناس وانطلقوا إلى الكهف.

وسبق الفتى لأن لا يخافوا من الجيش، فلما دخل عليهم عمى الله على الملك ومن معه المكان، فلم يدر أين يذهب الفتى، فاتفق رأيهم على أن يبنوا عليهم مسجدا، فجعلوا يستغفرون لهم ويدعون لهم، وصله عبد بن حميد من طريق يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مطولا، وإسناده على شرط البخاري ٢.


١ الدهقان - بكسر الدال وضمها -: رئيس القرية ومقدَّم الثُّنَّاء وأصحاب الزراعة، وهو معرَّب، ونونه أصلية، وقيل زائدة. انظر: النهاية ٢/١٤٥.
٢ فتح الباري ٨/٤٠٧ و ٦/٥٠٤. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ " {الرَّقِيمِ} لوح من رصاص كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا".
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٤٤-٢٤٦ ثنا عيسى ابن الجنيد، ثنا يزيد بن هارون، أنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، به مطولا.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في المصدر السابق - عن أبيه، ثنا عمرو بن عوف، ثنا يزيد بن هارون، به.
قال ابن حجر عقبه: هذا إسناد صحيح، قد رواه عن سفيان بن حسين أيضا هشيم وغيره، وسفيان بن حسين ثقة، حجة في غير الزهري، وإنما ضعفه من ضعفه في حديث الزهري؛ لأنه لم يضبطه عنه. أهـ. انظر: تغليق التعليق ٤/٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>