٢ فتح الباري ٨/٤٣٩. أما طريق المعتمر فأخرجها ١٧/١٨٨ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت داود، به. وأما طريق حماد بن سلمة فأخرجها ١٧/١٨٨ حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، به. قال ابن حجر - بعد أن ذكر أن هذه الطرق وأنها إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا - قال "وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله "ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"؛ فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره؛ لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه، وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته. ثم ذكر - أي ابن حجر - مسالك العلماء في توجيه ذلك، فقال: فقيل جرى ذلك على لسانه حين أصابته سنة وهو لا يشعر، فلما علم بذلك أحكم الله آياته. وهذا أخرجه الطبري عن قتادة. قال وردّه عياض.. وقيل: إن الشيطان ألجأه إلى أن قال ذلك بغير اختياره. قال: وردّه ابن العربي ... وقيل إن المشركين كانوا إذا ذكروا آلهتم وصفوهم بذلك، فعلق ذلك بحفظه صلى الله عليه وسلم فجرى على لسانه لما ذكرهم سهوا. قال: وقد ردّ ذلك عياض ... وقيل لعله قالها توبيخا للكفار. ونقل عن عياض قال: وهذا جائز ... وقيل إنه لما وصل إلى قوله: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} خشي المشركون أن يأتي بعدها بشيء يذم آلهتم به، فبادروا إلى ذلك الكلام فخلطوه في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم على عادتهم في قولهم {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت:٢٦] ، ونسب ذلك للشيطان لكونه الحامل لهم على ذلك، أو المراد بالشيطان شيطان الإنس. وقيل: المراد بالغرانيق العلى الملائكة، وكان الكفار يقولون: الملائكة بنات الله ويعبدونها، فسيق ذكر الكل ليردّ عليهم بقوله تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى} [النجم:٢١] ، =