أخرجه ابن جرير ١٨/١١٠ من طريق معاذ بن سليمان وهشيم، كلاهما عن جعفر بن إياس، عن سعيد، عن ابن عباس، به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم٨٨٠١، ٨٨٠٢ من طريق سعيد بن منصور، قال: نا أبو عوانة وهشيم، كلاهما عن أبي بشر - وهو جعفر بن إياس، به. وأخرج البيهقي رقم٨٨٠٣، ٨٨٠٤ من طرق عن ابن عباس نحوه. قال البيهقي بعد هذه الروايات: وهذا الذي رواه شعبة واختلف عليه في إسناده، ورواه أبو بشر واختلف عليه في إسناده من أخبار الآحاد. ورواية إبراهيم عن ابن مسعود منقطعة. والقراءة العامة ثبت نقلها بالتواتر فهي أولى ويحتمل أن تكون ذلك القراءة الأولى ثم صارت القراءة إلى ما عليه العامة ونحن لا نزعم أن شيئا مما وقع عليه الإجماع أو نقل متواتراً أنه خطأ وكيف يجوز أن يقال ذلك وله وجه يصح وإليه ذهبت العامة. وقال ابن حجر: وأجيب بأن ابن عباس بناها على قراءته التي تلقاها عن أبيّ بن كعب، وأما اتفاق الناس على قراءتها بالسين فلموافقة خط المصحف الذي وقع الاتفاق على عدم الخروج عما يوافقه، وكان قراءة أبي من الأحرف التي تركت القراءة بها كما تقدم تقريره في فضائل القرآن. ثم نقل قول البيهقي، يعني ولم يطلع ابن عباس على ذلك. انظر: فتح الباري ١١/٨-٩. قلت: وقد تقدم نحو هذا في سورة الرعد برقم ١١٦٨، وفي سورة الإسراء برقم ١٣٣٢ فانظر التعليق على ذلك. والقراءة المتواترة الصحيحة فيها هي "حتى تستأنسوا "، وقد صحّ الإجماع على ذلك، فلذا لا يجوز خلافها، وإطلاق الخطأ على الكاتب في لفظ أجمع الصحابة عليه وأخذوه بالتلقي قول لا يصح، وإنما يحمل ما روي عن ابن عباس أنها قراءة تفسيرية. فقد صح عن ابن عباس فيما أخرجه ابن أبي حاتم رقم١٤٣٤٤ من طريق علي بن أبي طلحة، عنه في قوله: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} يقول: حتى تستأذنوا". وانظر: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره ٢/٥٦٦-٥٦٧.