للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٩٨٥] وقد روى ابن مردويه من حديث عدي بن حاتم "أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قريشا فقال {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} يعني قومه ١.


= وقالت: يا حبي وهل يكون ذلك يوم ولا تغني عنا شيئا؟ قال: "نعم في ثلاث مواطن يقول الله عز وجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآيتين فعند ذلك لا أغني لكم من الله شيئا، وعند النور، من شاء الله أتم له نوره، ومن شاء أكبه في الظلمات يغمه فيها، فلا أملك لكم من الله شيئا، ولا أغني لكم من الله شيئا، وعند الصراط من شاء الله سلمه وأجازه، ومن شاء ليكبه في النار"، قالت عائشة: أي حبي قد علمنا الموازين هي الكفتان فيوضع في هذه الشيء فترجح أحدهما وتخف الأخرى، وقد علمنا ما النور وما الظلمة فما الصراط؟ فقال "طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه وهو مثل حد الموسى، والملائكة صافين يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان، وهم يقولون ربِّ سلِّم سلِّم، واقتد بهم هواء فمن شاء الله سلَّمهم، ومن شاء الله ليكبه فيها".
وأخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الزيلعي على الكشاف ٢/٤٧٧ من حديث علي بن يزيد، عن القاسم، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/٨٨-٨٩ وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه علي ابن يزيد الألهاني وهو متروك.
وقال ابن حجر - عقب ذكره -: "فهذا إن ثبت دلّ على تعدد القصة؛ لأن الأولى - إشارة إلى ما وقع في رواية البخاري - وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب أنه صعد الصفا، ولم تكن عائشة وحفصة وأم سلمة عنده ومن أزواجه إلا بالمدينة..... ثم قال: فيجوز أن تكون متأخرة عن الأولى....، ويحمل قوله "لما نزلت ... جمع " أي بعد ذلك، لا أن الجمع وقع على الفور، ولعله كان نزل أولا {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} فجمع قريشا فعمّ ثم خصّ ... ثم نزل ثانيا {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} فخصّ بذلك بني هاشم ونساءه والله أعلم" أهـ.
ففي قول الحافظ "فهذا إن ثبت" ما يشير إلى أنه لم يثبت عنده، وقد سبق أن في إسناده متروكا. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/٣٢٧ ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه.
١ فتح الباري ٥/٣٨٢.
لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/٣٢٥ ولم ينسبه إلا لابن مردويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>