يذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الحريق فكبروا -أي: قولوا: (الله أكبر) - فإن التكبير يبطله) وهذا الحديث جاء عن عبد الله بن عمرو، وعن أنس، وعن جماعة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متعددة إلا أن طرقه ضعيفة، ولكن يستأنس باجتماع هذه الطرق في الدلالة على الحكم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن التكبير يطفئ الحريق؛ وذلك لما يوجد من المناسبة بين الشيطان وبين النار، فإن أصل خلق الشياطين من النار؛ ولذلك كان التكبير من أعظم الأسباب التي يحصل بها إطفاء النار، فالنار بطبعها تطلب العلو والفساد، والشيطان بطبعه يطلب العلو والفساد؛ فناسب أن ينخنس الشيطان، وأن تنخمد النار بذكر الله جل وعلا، فالشيطان والنار كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد والكبرياء، والله جل وعلا هو الذي له الكبرياء في السموات والأرض؛ ولهذا كان تكبير الله جل وعلا له أثر في إطفاء الحريق، فإن كبرياء الله جل وعلا لا يقوم له شيء، فإذا قال العبد هذا القول ممتلئاً قلبه بتعظيم الله جل وعلا فإن له أثراً بالغاً في تحقيق مطلوبه، وفي دفع الشر والفساد عنه فيما يتعلق بالشيطان وعمله.