أيها الإخوة الكرام! إن جواب هذا السؤال يحتاج إلى أن نبين أن أنواع العلم التي يشتغل بها الناس نوعان من حيث الجملة: النوع الأول -وهو أشرفها وأعظمها أجراً عند الله عز وجل-: العلوم الشرعية أو العلوم الدينية، وهذه العلوم هي كل علم يقرب إلى الله جل وعلا، علم الكتاب وعلم السنة، ويدخل في هذا العلم كل ما أعان على فهم كتاب الله وفهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يحصل لمتعلمه الفضل إذا قصد بهذا التعلم فهم كلام الله وفهم كلام رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أيها الإخوة الكرام! لماذا نتعلم العلم الشرعي؟! لماذا أطال العلماء في الحث على تحصيل العلم، والصبر على مضاضة الطلب، وما فيه من الكد والعناء؟! هل هو لتحصيل مكاسب قريبة، وانتزاع مناصب في الدنيا أو هو لأمر أبعد من ذلك؟!