إن الناس في هذه الدنيا يفسرون السعادة بتفسيرات عديدة: - فمنهم من يرى السعادة جمع المال.
- ومنهم من يرى السعادة جمال المنظر.
- ومنهم من يرى السعادة جمال المركب.
- ومنهم من يرى السعادة في الجاه والمنصب.
وكل هؤلاء أصابوا شيئاً وأخطئوا في أشياء، فإن هذه الأمور -وإن كانت من أسباب السعادة في هذه الدنيا- ليست هي السعادة الحقيقية التي ينبغي للمؤمن أن يسعى لها، وأن يحث الخطا في تحصيلها وإدراكها؛ ولذلك تجد أن كثيرين ممن لم يُمَكَّنوا من هذه الأمور أو من أكثرها يتلذذون ويجدون من الانشراح والطمأنينة، وسعة الصدر، والابتهاج والسرور، ما لا يجده مَن مَلَك هذه الأشياء جميعاً أو مَلَك أكثرها، وذلك يبرهن ويبين أن السعادة ليست في هذه الأشياء، إنما هذه وسائل وآلات ووسائط قد يدرك بها الإنسان بعض مقصوده؛ لكنها لا تكون مقصوداً وغرضاً على أي حال من الأحوال.