أما ما يتعلق بالعلوم الدنيوية المدنية، فإن العلوم الدنيوية المدنية واجبة على الأمة لاسيما في هذا الوقت الذي تعيش فيه الأمة سباقاً حضارياً لا يعرف توقفاً، ولا يعرف كللاً ولا مللاً، بل إن الأمة تسابقها أمم يَصِلون الليل بالنهار في سبيل تحصيل العلوم، ثم في سبيل تسخيرها والاستفادة منها في تحقيق العز لأممهم ودولهم ومجتمعاتهم.
إننا نحتاج إلى العلوم بشتى صنوفها: في الصناعة في الطب في جميع مجالاتها التجريبية والمدنية، وبذلك يحصل فرض الكفاية؛ فتستغني الأمة عن غيرها، وتخرج من كونها فتنة للذين كفروا، فإن من صور افتتان الكفار: ما عليه المسلمون اليوم من الضعف والانكسار والتقهقر الحضاري الذي جعل المسلمين في آخر الركب، ومعلوم أن السابق لا يمكن أن يقتدي بمن يراه دونه في التقدم والرقي، فلا بد للأمة أن تطلب هذه العلوم لتخرج من هذا الموضع الذي جعلها فتنة للذين كفروا، حيث إن كثيراً من الكفار يصدهم عن الإسلام ما عليه المسلمون من ضعف وتقهقر وتشرذم وتشقق؛ وعدم استمساك بالدين الحنيف، وعدم عمل به.