والبحث بحاجة إلى وقت قد يطول وقد يقصر حسب طبيعة الموضوع، فمن الموضوعات ما يحتاج إلى رَوِيَّة وقراءة متأنية، ومنها ما يحتاج إلى الكتابة المسهبة، وكلاهما يستلزم الصبر.
وأما بالنسبة للرغبة في كتابة بحث بعينه، فإن نتائج هذا على البحث واضحة؛ إذ يكون أكثر متعة، والكتابة فيه تكون في مستوى أفضل؛ وبالتالي يتضاعف حماسه لإنهائه في أحسن شكل وأسلوب، وعلى العكس من ذلك، فإن الطلاب الباحثين يشعرون بالسآمة حالًا حينما لا يكون الموضوع ممتعًا أو مستهويًا لهم؛ ولهذا تأثيره في سيرهم في البحث بالبطء والإهمال، فمن المستحسن مقدمًا تبيُّن هذه الأحوال قبل التورط فيها، وهذا يتطلب إمعان النظر طويلًا، وبشكل دقيق في الموضوع الذي وقع عليه الاختيار، والتأكد من أهميته.
وأخيرًا، فإن موافقة المشرف على موضوع البحث هو حجر الزاوية، فمما لا شك فيه أن أكثر المشرفين من الأساتذة على الرسائل العلمية عندما يُعرض عليهم موضوع للموافقة عليه، ينظرون أولًا إلى مدى استعداد الطالب للقيام بتلك الدراسة، وإلى توافر المادة العلمية، ومصادر البحث ثانيًا. والمشرف الواعي هو الذي ينظر نظرة متساوية إلى الموضوع الذي وقع عليه اختيار الطالب بأنه مفيد ومهم، وإلى المستوى العلمي للطالب، ومدى استعداده لبحثه، ومعالجة موضوعاته"١.
اختيار الموضوع لا يعني تلقائيًّا تحديده، وبخاصة في الموضوعات العلمية والثقافية ذات العَلاقة بأكثر من علم أو فن، وحتى في الموضوعات المختصة بعلوم معينة، فإنها بحاجة إلى تحديد العناصر المطلوب دراستها.
١ Ehrlich, Eugene and Daniel Murphy, Writting and Researching Term Papers and Roports, ٥ th ed, "new york; Bantam Books", p. ١٣.