وَأَمَّا حَدِيثُ ثَوْبَانَ فَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو النَّصْرِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «يُقْبِلُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَثْنِي رِجْلَهُ عَلَى الْجِسْرِ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يُجَاوِرُنِي الْيَوْمَ ظُلْمُ ظَالِمٍ، فَيُنْصِفُ الْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُنْصِفُ الشَّاةَ الْجَمَّاءَ مِنَ الْقَرْنَاءِ تَنْطَحُهَا نَطْحَةً» " وَقَدْ جَاءَ الْمَعْنَى تَفْسِيرًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤] فَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤] وَقَالَ: مِنْ وَرَاءِ الصِّرَاطِ ثَلَاثَةُ جُسُورٍ: جِسْرٌ عَلَيْهِ الْأَمَانَةُ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِمُ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
وَذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَأْمُرُ اللَّهُ بِكُرْسِيِّهِ فَيُوضَعُ عَلَى النَّارِ فَيَسْتَوِي عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِرُنِي الْيَوْمَ ذُو مَظْلَمَةٍ» ، وَذَكَرَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَلَى جَهَنَّمَ ثَلَاثَ قَنَاطِرَ: قَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الرَّحِمُ إِذَا مَرُّوا بِهَا تَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا وَاصِلٌ يَا رَبِّ هَذَا قَاطِعٌ، وَقَنْطَرَةٌ عَلَيْهَا الرَّبُّ تَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤] وَذَكَرَ عَنْ سُفْيَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: عَلَى جَهَنَّمَ ثَلَاثُ قَنَاطِرَ: قَنْطَرَةٌ فِيهَا الْأَمَانَةُ، وَقَنْطَرَةٌ فِيهَا الرَّبُّ تَعَالَى.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنِ الضَّحَّاكِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَزَبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " «يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا مُشْرِكًا أَوْ مُشَاحِنًا» ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute