ووسائل حملها وغرس الولاء لها. ويمكن القول إن هذه المسئولية تتمثل في أمور أربعة هي:
الأول؛ أن تبلور مضمون "رسالة العصر" التي يجب على الأمة حملها. إذ لا يكفي لبلورة الرسالة تلك الصيحات الخطابية التي تتوالى في الكتب والمجلات والصحف، والندوات وفوق المنابر: عودوا إلى الإسلام! وإنما لا بد من هيئات ومؤسسات تربوية، وفكرية ومراكز بحوث جامعية وغير جامعية متخصصة وظيفتها بلورة علوم سياسية، وإدارية ونفسية إسلامية يكون على رأسها كيفية إخراج الأمة المسلمة، وصيانتها من الضعف والتفكك، وتطويرها حسب متطلبات العصور والأجيال. ويتبلور مضمون الرسالة من خلال النظر في خمسة مصادر هي:
أ- النظر في حاجات العصر الحاضر. وهو حاضر يشمل قرية الكرة الأرضية كلها.
ب- النظر في مصادر قيم الرسالة، والسنة نظرا متحررا من قيود الآبائية والتقليد.
جـ- النظر في "تاريخ فقه" الأسلاف المسلمين، وفي "خبرات" غير المسلمين، وما أنجزوه من مظاهر حكمة بناء الأمم نقدا وتحليلا، وإيجابا وسلبا.
د- النظر في تاريخ المجتمعات البشرية، وكيف عملت قوانين الخلق -وما زالت تعمل- في تطورها إيجابا وسلبا.
هـ- البحث الدائم في الطبيعة الإنسانية، وأساليب تفاعلها مع البيئة المحيطة إيجابا وسلبا.
وفي جميع هذه الدراسات والميادين لا بد من -التقويم والمراجعة- المستمرين لنتائج النظر، والبحث المشار إليهما، وتطوير استراتيجيات بناء الأمة وتجديدها في ضوء نتائج المراجعة، والتقويم المشار إليهما.