للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانتفاع بالأرض كمختبر من مختبرات المعرفة الموصلة إلى الله سبحانه وتعالى.

أما تفاصيل هذه التوجيهات فهي كما يلي:

١- حسن الانتفاع بالأرض كمكان للإيواء والاستقرار:

الأساس في -الإيواء- أن يتوفر لكل إنسان، مهما كان لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه، حاجاته في الاستقرار المادي، والنفسي بغية التفرغ لتحقيق حاجة أعلى هي الحاجة لتحقيق الذات المتمثلة في معرفة الخالق، والإيقان بقدرته وطاعته ومحبته، ثم معرفة الحكمة من النشأة والحياة والمصير. ولتحقيق هذا الهدف خلق الله الأرض للأنام، ووضع في تكوينها كل المقومات والصفات التي تسهم في الوصول إلى هذا الهدف وتحقيقه.

ولتحقيق أسباب الاستقرار المادي أحسن الله خلق تضاريس الأرض، وجملها ووفر فيها جميع أسباب الرخاء والراحة، حتى صارت بسهولها وجبالها، ومائها وخضرتها وأجوائها والنباتات والحيوانات، والطيور التي تزينها وتجعل الحياة فيها فراشا ومهدا:

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} [البقرة: ٢٢] .

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا} [الزخرف: ١٠] .

{وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: ٤٨] .

ولتحقيق أسباب الاستقرار النفسي أرسل الله رسله بالتوجيهات التي ترسخ مقومات هذا الاستقرار وتشيعه. وهذه التوجيهات قسمان: الأول، قيم رئيسة كبرى يتفرع عنها قيم فرعية كثيرة غايتها إشاعة التوافق مع سنن الخلق، وقوانينه لتكون ثمرة هذا التوافق هي الصلاح، والإصلاح المفضيين إلى الاستقرار

وتجسيد -الإيواء- في الأرض. وهذه القيم الرئيسة الكبرى هي:

<<  <   >  >>