للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- إشاعة العدل وجعله محور العلاقات البشرية؛ لأن العدل سبب في إرسال الله تعالى للرسل سلام الله عليهم، ومن أجله خلق الله الحديد ليصنع منه السلاح الذي ينصر العدل. وهذا ما يوجه إليه قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: ٢٥] .

وأهمية العدل هي أن النفوس الإنسانية -في بيئة العدل- تتصف بالاتزان والموضوعية، وحسن النظر المفضي إلى شهود براهين الإيمان وتعشقه، بعكس الظلم الذي يثير النفور والإحباط، والتطرف والحمية المفضية إلى الكفر.

٢- التواضع في الأرض واتخاذه أساسا لشبكة العلاقات الاجتماعية. وأساسه أمثال قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: ٦٣] .

والهون هو التواضع ولين الجانب، والمشي هو أسلوب الحياة ومناهجها.

٣- التوسط في "إنتاج" موارد الأرض و"استهلاكها". وأساس ذلك أمثال قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١] .

والأصل الذي تنبع منه هذه القيم الثلاث الرئيسة، وفروعها الثانوية هو -معرفة- الله -وتوحيده في العبادة أي في المحبة والطاعة.

أما عن -القسم الثاني- من التوجيهات الإلهية فهي التحذير من -منكرات رئيسة كبرى- تقابل القيم الرئيسة الفاضلة التي مر ذكرها. ومن هذه المنكرات تنبع جميع أشكال الإفساد في الأرض، ويهدم استقرار الإنسان. وهذه المنكرات الرئيسة هي:

<<  <   >  >>