للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- نصرة رجال الفكر وجمهور الأمة في مواجهة القوة والسلطان:

يرتبط هذا المظهر بنصرة "أفكار" الرسالة ارتباطا وثيقا. وهو من أهم ميزات الأصول السياسية للتربية الإسلامية. فالقرآن الكريم يحدد دور رجال الفكر، ورجال القوة في أكثر من موضع، من ذلك قوله تعالى:

{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩] .

ولقد قدم الرازي وابن تيمية عرضا مطولا لتفاسير علماء الصحابة، وتلامذتهم لمعنى "أولي الأمر" وخلصا إلى أن هذه التفاسير تنقسم إلى قسمين: قسم جعل "أولي الأمر" هم العلماء والأمراء وهو رأي الأقلية، وقسم جعلهم العلماء وحدهم وهو رأي الأكثرية١. وعلى كل حال فالعلماء، أو رجال الفكر، موجودون في تعريف كلا الطرفين ولهم الصدارة والأولوية، وهذا هو الذي ينسجم مع "نصرة الرسالة" وضرورة دوران "الأشخاص والأشياء" في فلك "الأفكار" كما مر.

كذلك يقدم القرآن الكريم أمثلة لما يجب أن يكون عليه مكانة رجال الفكر وجمهور الأمة. ولقد ناقش ابن تيمية هذه المكانة وذكر إنها مما يوجه إليه قوله تعالى:

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} .

{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} .

{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} .

وفي التشهد:


١ ابن تيمية، الفتاوى، كتاب السلوك، جـ١٠، ص٣٥٤.
الرازي، التفسير الكبير، جـ١٠، ص١٤٤-١٥٠.

<<  <   >  >>